ابن الحكيم موفق الدين البغدادي الأصل المصري الوفاة سمع أباه وابن اللتي وحدث بالقاهرة وكان متوسط الفضيلة وتوفي سنة ستين وست مائة تغمده الله رحمته 117 - تقي الدين المقدسي الحنبلي يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سرور بن رافع بن حسن الفقيه تقي الدين أبو عبد الله المقدسي النابلسي الحنبلي سمع وتفقه على الشيخ الموفق وكتب الخط المنسوب وكان إمام الجامع الغربي بنابلس وفيه دين وخير وعبادة كتب عنه الحافظ ابن الحاجب وغيره وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وثلاثين وست مائة 118 - أمير المسلمين صاحب المغرب يوسف بن عبد المؤمن بن علي السلطان أمير المسلمين صاحب المغرب أبو يعقوب كان أصغر إخوته سنا ولكن قدمته النجابة والسعادة وكان ولي عهد عبد المؤمن ولده محمد الأكبر لكن اجتمع بنو عبد المؤمن بعد موت أبيهم فمال ولده علي إلى الوفاء بعهد محمد ومال أبو حفص عمر إلى مبايعة يوسف وقال إن محمدا ضعيف لا يقوم بالأمر فتشاجرا حتى آل الأمر إلى أن تضاربا فضرب أبو حفص أخاه عليا في حلقة بمقص كان في يده وصاح بغلمانه وعبيده وكان قد أعدهم لذلك فقتلوا عليا في المدلس وكتم موت عبد المؤمن وسلم محمد الأمر إلى يوسف وقال إنما أريد الخلافة لأصون بها روحي فإذا كان فيها إتلاف الأرواح فلا حاجة لي بها وأقبل على خلواته وانفرد يوسف بتدبير الأمور واعتدت الأيام فأظهر خلافته وموت أبيه وخطب لنفسه وتحبب إلى الناس بحسن السيرة وجاءت سنة ذات وباء فما فيها محمد ولي عهد عبد المؤمن وأخوه أبو حفص قاتل علي ومات عثمان أخوهم أيضا وكان جليل القدر مخوف الجانب وكان عبد الله بن عبد المؤمن صاحب الغرب الأوسط عظيما وبيده الجيوش والأموال فتوصل إلى أن أهدى إلى عبد الله جارية ذات جمال ومعها خرقة مسمومة فسمته بها عند الفراغ من الجماع فمات عبد الله واستبد يوسف بالأمر وأمن المنازع وعبر إلى الأندلس بنفسه في مائة ألف فارس فأحسن ابن مردنيش الغلبة فاشتد مرضه ومات ووالى يوسف مواقعة الكفار وحصر مدنهم وفتح معاقلهم واستولى على جملة منها وسار إلى أقصى إفريقية وفتح قفصة وهذا المقدار مسيرة ثلاثة أشهر ثم عاد إلى الأندلس غازيا وقصد شنترين فحصرها شهرا فأصابه بها مرض قضى
(١١٢)