ألف درهم ويقال مائة ألف ألف درهم ثم إنه حبس خالدا وضرب يزيد بن خالد ثلاثين سوطا فكتب هشام إلى يوسف أعطي الله عهدا لئن شاكت خالدا شوكة لأضربن عنقك فخلى سبيله بثقله وعياله فأتى الشام وأقام به ولم يزل يغزو الصوائف حتى مات هشام وقيل إنه سأل هشاما أن يبسط العذاب على خالد فلم يأذن له وألح عليه بالرسائل واعتل بانكسار الخراج لما صار إليه وإلى عماله منه فأذن له مرة واحدة وبعث حرسيا يشهد ذلك وحلف لئن أتى على خالد أجله ليقتلنه به فدعا به يوسف وجلس على دكان بالحيرة وجهز للناس وبسط عليه العذاب فلم يكلمه خالد حتى شتمه يوسف وقال له يا ابن النصرانية يا ابن الكاهن يعني شقا أحد أجداده وهو الماهن المشهور فقال له خالد إنك الأحمق تعيرني بشرفي لكنك ابن السباء إنما كان أبوك يسبأ الخمر يعني يبيع الخمر ثم إنه رد خالدا إلى محبسه فأقام ثمانية عشر شهرا ثم إن هشاما كتب إليه بإطلاقه وأقام بأرض القرية من أرض الرصافة ولم يأذن له هشام في القدوم عليه وخرج زيد بن زين العابدين على يوسف بن عمر فكتب يوسف إلى هشام إن أهل هذا البيت من بني هاشم قد كانوا هلكوا جوعا حتى كانت همة أحدهم قوت يومه فلما ولي خالد العراق قواهم بالأموال حتى تاقت نفوسهم إلى طلب الخلافة وما خرج زيد إلا بإذن خالد وما مقامه بالقرية إلا لأنها مدرجة الطريق فهو يسأل عن أخباره فقال هشام للرسول كذبت وكذب صاحبك ومهما اتهمنا به خالدا فإنا لا نتهمه في الطاعة وأمر بالرسول فوجئت عنقه وبلغ الخبر خالدا فصار إلى دمشق وبقي يوسف على ولاية العراق مدة ولاية هشام فلما تولى ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك فأقر يوسف على ولاية العراق وكان قد عزم على عزله وكانت أم الوليد بن يزيد أم الحجاج بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف فالحجاج عمها وكتب الوليد إلى يوسف بن عمر إنك كتبت إلي تذكر أن خالدا أخرب العراق وكنت مع ذلك تحمل إلى هشام ما تحمل وينبغي أن تكون قد عمرت العراق فاشخص إلينا وصدق ظننا بك فيما تحمله إلينا من عمارة العراق فإنك خالنا وأحق الناس بالتوفير علينا فخرج يوسف بن عمر إليه وحمل معه من الأموال والآنية والأمتعة ما لم يحمل مثله فأقبل إليه والتزم بأنه إن يسلم إليه خالدا القسري أن يحمل خمسين ألف ألف درهم فسلمه إليه فحمله معه وعذبه إلى أن قتله ولما تولى يزيد بن الوليد بن عبد الملك ولى العراق عبد العزيز بن هارون بن عبد الملك بن دحية بن خليفة الكلبي فأبى الولاية فولاها منصور بن جمهور وبلغ الخبر
(١١٨)