الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٧٩
به فاستدعي إلى دار الخلافة وقتل بها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وعلق رأسه على باب داره وكان سيىء الطريقة يرتكب المعاصي بخيلا خسيس النفس ساقط المروءة مذموم الأفعال كان إاذ رجع من متصيده وقد صحبه شيء من لحوم الصيد قطع راتبه من اللحم واجتزأ بلحم الصيد عنه ولم يقدر أح على أن يأكل له لقمة ولا ينتفع من ماله بشيء ولما هلك خلف من الأموال شيئا كثيرا وكان رافضيا محترفا شديد التعصب لهوائه معلنا بغلوائه ظهر بسببه سب الصحابة رضي الله عنهم على) السنة الفسقة الرافضة مجهرا في الأسواق وفي المشاهد والمزارات ولم يجسر أحد من أهل السنة إنكار ذلك لا بيده ولا بلسانه خوفا من بطشه وبأسه قال محب الدين بن النجار أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب شيخ الشيوخ من حفظه قال أنشدني أبو الفضل هبة الله بن علي بن الصاحب أستاذ دار العزيزة هذه الأبيات وقال أنشدها للملك صلاح الدين صاحب الشام * خطبت إلى قلبي الوفاء وإنني * بع عند غدر النائبات كفيل * * وأوليتني الود الذي أنت أهله * وما الناس إلا قاطع ووصول * * فدونك ودا لا تزال غصونه * تميد اشتياقا نحوكم وتميل * * إذا غيره أبدى الخفاء تطلعت * له غرر ما تنقضي وحجول * * يزيد على مر الليالي تجددا * ويبقى على الأيام وهي تزول * وحكى أنه رئي في المنام في الليلة التي قتل في صبحيتها كأنه يشبر عنقه ويقدرها بيده فأصبح وقص منامه على رجل ضرير كان يعبر الرؤيا ولم يقل له أنه رآه بنفسه فقال له إن هذا الرائي لهذا المنام يقتل وتحز رقبته لأن الله تعالى يقول فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر 3 (أبو الغنائم بن أثردي)) هبة الله بن علي بن الحسين بن أثردي الطبيب البغدادي وهو أبو علي بن هبة الله بن أثردي الطبيب وقد تقدم ذكره في حرف العين وهذا هبة الله أبو الغنائم من أهل بغداد متميز في الطب والحكمة فاضل في صناعته مشهور بجودة العلم والعمل له تعاليق طبية وفلسفية وله مقالة في أن اللذة في النوم أي وقت توجد 3 (البوصيري)) هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب بن ثابت
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»