* حكم المنية في البرية جار * ما هذه الدنيا بدار قرار * * بينا يرى الإنسان فيها مخبرا * حتى يرى خبرا من الأخبار * * طبعت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأقذاء والأكدار * * ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار * * وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار * * العيش نوم والمنية يقظة * والمرء بينهما خيال سار * * فاقضوا مآربكم عجالا إنما * أعماركم سفر من الأسفار * * وتراكضوا خيل الشباب وبادروا * أن تسترد فإنهن عوار * * فالدهر يخدع بالمنى ويغص إن * هنا ويهدم ما بنى ببوار * * ليس الزمان وإن حرصت مسالما * خلق الزمان عداوة الأحرار * * إني وترت بصارم ذي رونق * أعددته لطلابة الأوتار * * أثني عليه بأثره ولو أنه * لو يغتبط أثنيت بالآثار * * يا كوكبا ما كان أقصر عمره * وكذا تكون كواكب الأسحار * * وهلال أيام مضى لم يستدر * بدرا ولم يمهل لوقت سرار) * (عجل الخسوف عليه قبل أوانه * فغطاه قبل مظنة الإبدار * * واستل من لأقرانه ولداته * كالمقلة استلت من الأشفار * * فكأن قلبي قبره وكأنه * في طيه سر من الأسرار * * إن تحتقر صغرا فرب مفخم * يبدو ضئيل الشخص للنظار * * إن الكواكب في علو محلها * لترى صغارا وهي غير صغار * * ولد المعزى بعضه فإذا مضى * بعض الفتى فالكل في الآثار * * أبكيه ثم أقول معتذرا له * وفقت حين تركت ألأم دار * * جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري * * أشكو بعادك لي وأنت بموضع * لولا الردى لسمعت فيه سراري * * ما الشرق نحو الغرب أبعد شقة * من بعد تلك الخمسة الأشبار * * هيهات قد علقتك أسباب الردى * وأباد عمرك قاصم الأعمار *
(٧٨)