الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٧٣
* أنت صلاح الدين حقا فكن * صلاح دنياي التي تعتدي * وجد بغيث الأدب المنتقى واسق رعاك الله قلبا صدي * بدأت بالإحسان فاختم به * يا خاتم الخير ويا مبتدي * فكتبت الجواب إليه معتذرا عن تجهيزه لأنه كان في العارية * أقسمت لو كان الذي تبتغي * عندي لم أمنعه من سيدي * * يا من له نظم علا ذروة * وهادها تعلو على الفرقد * * لقد تطولت ولم تقتصر * ومن بدا في فضله يزدد * وأين من نال نهاياتهممن كما قلت له مبتدي وصنع هو للامية العجم أعجازا وصدورا أوقفني عليها بخطه وطلب مني أن أكتب عليها تقريضا فكتبت عليها حسبما قصده وقفت على هذا النمط الغريب والأسلوب الذي ما سلك شعبه أديب والألفاظ التي تجيد الجيد وما تريب أنها حلي التريب والعبارة التي هي أشهى من عصر شباب ما شيب بمشيب والنظم الذي شاب منه الوليد ونقص أبو تمام فليس بحبيب والمعاني التي هي أوقع في النفوس من وصل حبيب نزهته اللذة عن الرقيب القريب والسطور التي هي جداول الروض والهمزة على ألفها حمامة على قضيب * وفي تعب من يحسد الشمس ضوءها * ويزعم أن يأتي لها بضريب * لقد أمتع ناظمها أمتع الله بمحاسنه وحلى جيد الزمان بدره الذي يثيره من معادنه فجعل لآفاقها مشارق ومغارب ولبيوتها في شعاب القلوب مراكز ومضارب كيف أفادها أعجازا وصدورا وكيف تنوع في الحسن حتى أفاد الخصور أردافا وركب على الأرداف خصورا وكيف اقتدر على البلاغة فأطلع في أفلاكها شموسا وبدورا فلو عاينها الطغرائي رحمه الله) جعلها لمنشور ديوانه طغرى وعلم أن روض نظمه إن كان فيه زهرة فهذا أفق أطلع في كل منزلة منه شمسا وبدرا وزهرة فالله يعز حمى الأدب منه بفارس الجولة ويديم لأيامه بفوائده خير دولة ويلم شعث بنيه الذين لا صون لهم ولا صولة ويمتعهم بمحاسنه التي لا تذكر معها أبيات عزة ولا أطلال خولة بمنة وكرمه إن شاء الله تعالى وقد أثبت هذه الأعجاز والصدور بمجموعها في الجزء العشرين من كتاب التذكرة
(٧٣)
مفاتيح البحث: العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»