فاعتقل بخزانة البنود بالقاهرة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وأربع مائة ثم إنه قتل سرا في سجنه تاسع جمادى الأولى من السنة المذكورة وكان أصفر اللون ورئي بعد موته في المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي قيل له بأي الأعمال قال بقولي في مرثية ولد لي صغير وهو * جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري * ومن شعره قوله * قلت لخلي وزهور الربى * مبتسمات وثغور الملاح * * أيهما أحلى ترى منظرا * فقال لا أعلم كل أقاح * وكرر هذا النوع فقال * ألم وليلي بالكواكب أشيب * خيال على بعد المدى يتأوب * * ألم وفي جفني وجفن مهندي * غراران ذا نوم وذاك مشطب * وقال أيضا * ألمت بنا بعد الهدو سعاد * بليل لباس الجو فيه حداد * * ألمت وفي جفني وجفن مهندي * غراران ذا سيف وذاك رقاد * قلت وهذا المعنى أولع به الأرجاني فقال * وأين من المنام لقى هموم * يبيت ونضوه ملقى الجران * * يشيم البرق وهو ضجيع عضب * ففي الجفنين منه يمانيان * وقال الأرجاني أيضا * وأرقني والمشرفي مضاجعي * سنا بارق أسرى فهيج أحزاني *
(٧٥)