الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٨٩
وكتبت إليه وهو بدمشق وأنا بصفد * إن عيني مذ غاب شخصك عنها * يأمر السهد في كراها وينهى * * بدموع كأنهن الغوادي * لا تسل ما جرى على الخد منها * وكتبت إليه وهو بغزة مع غلام حسن الوجه * يا نازحا صورته في خاطري * فرميت للتصوير بالنيران * * إن لم يبلغك النسيم تحيتي * فلقد أتاك بها قضيب البان * وكتبت إليه وقد تأخرت مكاتباته عني وهو بدمشق * يا بارقا سال في عطف الدجى ذهبا * أذكرتني زمنا في جلق ذهبا * * لئن حكيت فؤادي في تلهبه * فلست تحكيه لا وجدا ولا حربا * * ويا نسيما سرى والليل معتكر * وهب وهنا إلى أن هزني طربا * * أراك تنفح عطرا في صباك فهل * تركت ذيلا على جيرون منسحبا * * أم قد تحملت من صبحي تحيتهم * فكان ذلك في طيب الصبا سببا * * قوم عهدت الوفاء المحض شيمتهم * وإن شككت سل العلياء والأدبا * * صرفت إلا عناني عن محبتهم * وبت نضوا خليف الشوق مكتئبا * * لا الدار تدنو ولا السلوان ينجدني * وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا * * أحبابنا إن ونت عني رسائلكم * فلست أسأل إلا الفضل والحسبا * * وحياتكم ما لنفسي عنكم بدل * كلا ولا اتخذت في غيركم أربا) * (أعيذ ودكم من أن يغيره * نأي ولا جردت من دون ذاك ظبي * * لعل دهرا قضى بالبعد يجمعنا * وقلما جاد دهر بالذي سلبا * * أرضى بحكم زماني وهو يظلمني * فيكم وأجني ببعدي عنكم التعبا * * ولن يظفرني إلا بودكم * يا حيرتي فيكم إن رد ما وهبا * * نسيتموني ولم أعتد سوى كرم * منكم يبوئني من فضلكم رتبا * * حاشاكم أن تروا هجري بلا سبب * أو تجعلوا البين فيما بيننا حجبا * * عاقبتموني ولا ذنب أتيت به * فقل عن الصخر إذ يقسو ولا عجبا * * عودوا إلى جبر كسري لا فجعت بكم * فقد لقيت ببعدي عنكم نصبا *
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: دمشق (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»