* ولا أشكو لغير الله ما بي * وكم في العالمين لنا بصائر * * ولكن أستقيل وأنت ناء * إليك كما أكون وأنت حاضر * * فأدركني إذن لا زلت تسخو * بجاه عند ريب الدهر ناصر * * أكابرنا بقيتم في مزيد * من العلياء يكتنف الأصاغر * * ولا زالت تروح لنا وتغدو * بشائر منك تتلوها بشائر * * وإن كسر الزمان لنا قلوبا * لقيك منك بالإحسان جابر * ونقلت من خطه أيضا نسخة كتاب كتبه إليه أيضا وهو يقبل الأرض وينهي أنه قد انتهى الأمر إلى ما علمه مولانا من توجه أهل المملوك وولده إلى دمشق وهم الآن بها يسألون الناس القوت والمملوك بصفد في مثل حالهم والأمور كلها بيد الله عز وجل وقد كان المملوك يعهد له حظا من خاطر مولانا ويرجو من لطف الله بقاء بعضه إن لم يكن كله وحاشا نفسه الشريفة الطاهرة أن يكون مبلغ رضاه بين الناس أن يكون هذا نصيب المملوك من جاه مولانا وهذا حاله في أيام عزه وإقبال سعادته التي كان المملوك يبشره بها ويلمح له بوادرها ويتوسم مقدماتها وكم كان مولانا يسلف المملوك وعود خيره ومواثيق وفائه وعهود مواساته فلا يكن ذلنا في عزك الغرضا * وإن حننت للحمى وروضه * فبالغضا ماء وروضات أخر * * هل مصر إلا منزل مفارق * ووطن في غيره يقضى الوطر * والله إن المملوك يسره أن يكون مولانا في خير وما ينسب إليه إلا كل حسن جميل فلا) يتوقع من جهته إلا الخير ولا يعرف طباعه تقبل إلا الخير والإحسان ولا يصغي إلا لمن يقول الخير ويشير به ولو ترك القطا ليلا لناما * ولما زاد ما ألقى * وقال الدهر أن أشقى * * وعز الحظ في الدنيا * من الإخوان أن يبقى * * وكاد الروح من ظمأ * إلى الحلقوم أن يرقى * * تجلى لي سحاب م * د حتى جلل الأفقا * * فلما أن دنا مني * تعداني وما أسقى * والمملوك يعلم ويتحقق أن مولانا زاده الله من فضله لا يتخلى عمن لا له به تعلق
(٢٩٢)