الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٥٩
وقيل لي إنه لنما عمر الأمير سيف الدين تنكر رحمه الله الجامع الذي له بدمشق كان قد عينوا له شخصا من الحنفية يلقب الكشك ليكون خطيبا فلما كان يوم وهو يمشي في الجامع المذكور أجري له ذكر الشيخ نجم الدين ومجموع فضائله وأنه في الحنفية مثل الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني في الشافعية فأحضره واجتمع به وتحدثا ثم قال له وهم في الجامع) يمشون أيش تقول في هذا الجامع فقال مليح وصحن مليح لكن ما يليق أن يكون فيه كشك فأعجب ذلك الأمير سيف الدين تنكز وأمر له بخطابه الجامع المذكور ثم بعد مدة رسم له بتدريس الركنية فباشرها مديدة ثم نزل عنها وقال لها شرط لا أقوم به ومعلومها في الشهر جملة تركه تورعا وهو مع هذه العلوم يعرف الإسطرلاب جيدا ويحل التقاويم فيما أظن وهو فريد عصره يشغل في المختصر لابن الحاجب وفي مذهبه الحنفي وفي الحاجبية والمقرب ويعرفهما جيدا إلى الغاية وفي ضوء المصباح وغيره من كتب المعاني والبيان مولده ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وست مائة نقلت مولده ونسبه من خطه ومن شعره في مليحة اسمها قلوب من السريع * عاتبني في حبكم عاذل * يزعم نصحي وهو فيه كذوب * * وقال ما في قلبك اذكره لي * فقلت في قلبي المعنى قلوب * ومنه في مليح نحوي من السريع * أضمرت في القلب هوى شادن * مشتغل في النحو لا ينصف * * وصفت ما أضمرت يوما له * فقال لي المضمر لا يوصف * وأنشدني من لفظه لنفسه من أبيات كتبها جوابا إلى الشيخ تاج الدين عبد الباقي اليماني من المديد * بأبي بكر خصصت بها * من أخي الأفضل والمنن * * أقبلت تختال في حلل * وشيها من صنعة اليمني * * فرعها يملي خلاخلها * ما يقول القرط في الأذن * وكتبت إليه لما وضعت هذا المعجم أطلب منه ما أستعين به على ترجمته العادة في مثل ذلك ومنه من الخفيف * يا مفيد الورى معاني المعالي * وإمام الأنام في كل علم *
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»