الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٨
* وما أخشى عليك عثار سبق * أيخشى نير الآفاق عثره * * وعثر السمح لمح فارتقبها * حظوظا أبطأت لتجي بكثرة * * وقد تتضاعف الأنواء جدا * إذا الأقمار كانت مستسره * * وللأيام في الحكم اختلاف * وهم عشية يمحى ببكره * * فيا من سره مني قصوري * إذا المسبوق يوضح منك عذره * * حسبت كتابه خدا صقيلا * ذكرت عذاره فلثمت سطره * * وشعر ما حسبت أخف روحا * وأثقب زهرة وأغض زهره * * جلاه علي في أثواب ليلي * فابصر منه ليل الهم فجره * * وفجرت البلاغة منه بحرا * أردت عبوره فخشيت عبره * * إذا غرق امرؤ في سيف بحر * فلا تذكر على شفتيك قعره * * ألذ من الرضا من بعد سخط * وأعذب من وصال بعد هجره * * وكم من شاعر إن قال بيتا * حكى ميتا وكان الطرس قبره * * قليل اللفظ لكن في المعاني * إذا حصلتها بالنقد كثره * * ويؤنس ثم يؤيس مثل بحر * تراه فيستهين الغمر غمره * * وفي شعر الورى غر ودهم * وهذا كل بيت منه غره * * قواف شاردات طالعات * لإمرة قادر لم تعص أمره * * وجئت بها على قدر فجاءت * ترينا منك في التقدير قدره * * وليس كمن يغير على المعاني * فإن ظهر ادعى بالنقد غره * * رقيق الطبع مرهفه فأما * خواطره فمثل السيف خطره * * وقد عرف الأمور وعرفته * فصار له بعقبى الأمر خبره * وما يخفي غناه عن صديقولكن ما أراه أراه فقره
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»