بحسنته منه فأغريه منها بدفع أوزار حربي لقلت قولا يغض الأولين والآخرين من هذه الصناعة وأنفدت فيهم سهاما لا تحمي شاعرا منهم صخرة وجه ولا كاتبا درع دراعه وما هي إلا آيات كل واحدة أكبر من أختها وفكر مرزوقة في أيام الجمع كلها إذا أتت الفكر أرزاقها يوم سبقها ومنه كتب كريمة كادت ألفاظها تتبسم ومعانيها تتكلم وكادت حروفها تكون أناسي لعين المسار وكادت سطورها تحلي عرائس وعليها من الشكل حلي ومن النقط نثار ومنه كتاب سني المعاني سني القوافي وحق سينه أن يخلص لها الإقبال والسين تصحب الفعل فتخلصه للاستقبال وهذا أفق لا مطار فيه إلا للعقاب وابنه وبحر لا سبح فيه إلا لمن) يخرج الدر من فيه ويدخل البحر في ردنه وما عنيت هاهنا بالبحر إلا يده الكريمة فأما البحر فلم أعنه ومنه كتب المجلس روح وأتاح فريه ولا برحت أقلامه سلاح أوليائه على الزمن إذا خافوا حربه تؤنس راجيها وتؤنس مجاريها وتخضب بها السمع ويتظاهر بها النفع لولا أنها تغير علينا شيمنا فتخلق فيها الحسد وتشد أيدينا إذا تعاطينا المجاراة بحبل من مسد ومنه وسيدنا ما بعد بيانه بيان وبين فكيه سيف وبين فكي كل إنسان لسان فقولي يا أقلامه فقد خرست في الغمود المناصل وتبختري يا تغلب ابنة وائل فقد أعطى التقدمة من البلغاء وهم صاغرون وأفلح المعترف بفضله وقد علم أنه لا يفلح الكافرون ومنه ولكن اعتزل الناس السماك الأعزل وارتفع أهل الدرج العليا وانخفض أهل الدرك الأسفل وضيع الناس السهام وأصبت أنت بواحدها المقتل فأنت الرامي وغيرك الرائم وأنت الحامي وغيرك الحائم وحروفك الأزهار وكتبك الكمائم وقلمك الساقي وخاطرك الغمائم وبقولك يضن ويغالي وإذا قلت يا خيل الأقلام اركبي ملأت الأرض تصهالا وصيالا ونفرت إليك المعاني خفافا وثقالا وأذنت فيها بالحج فأتت ضمائر على كل ضامر ورجالا وأنت الحاضر والغيث الحضور وأنت السيد وغيرك الحصور والأسماع إلى ما تقول في دمشق صور ولو قدحت الماء لاستطار شرارا ولو أجرت ورد الخد لكنت له من بنفسج العذار جارا ومنه ووقفت على الميمية فأطاف به منها الطوفان وحياه منها الروح والريحان وهي مما أملاه ملك إن كان يملي الأشعار شيطان وعجبت لاطراد تلك القوافي ورأيت الشعراء أتت بما ألفت في ضيق الأودية وخاطره وقلمه أتيا بما ألفيا في الفيافي وكل بيت منها بديوان كما أن قائلها إنسان يعد بألف إنسان كما أن قلمه قصير فما جدع أنفه إلا ليأخذ ثأر
(٢١٨)