تعذو جفون الأقلام كحلية باثمده ووجوه السؤدد مبيضة بأسوده من السريع * يقول من أبصره حالكا * هذا لعمري هو من حالكا * * أو ذاك من حظك بين الورى * قلت صدقتم إنه ذلكا * وقد خدم به آملا أن يستنشق لعبيره نشراعطرا ويرى لليله من الفضائل صبحا مسفرا ويشاهد بدر الفضائل كيف يرق في حلله والبلاغة كيف تغدو من تخييله وخوله فحيئذ ينشد من السريع * أصلحت قرطاسك عن حسنه * أشجاره من حكم مثمرة * * مسودة نقشا ومبيضة * طرسا كمثل الليلة المقمره * والرأي أعلى في إجابه ما التمسه كتاب البشرى بالنيل لنائب السلطنة بحلب المحروسة وسره بكل مبهجة وهنأه بكل مقدمة سرور تغدو للخصب والبركة منتجة وبكل نعمى لا تصبح لمنة السحائب محوجة وبكل رحمي لا تستبعد لأيامها الباردة ولا للياليها المثلجة هذه المكاتبة تفهمه أن نعم الله وإن كانت متعددة ومنحه وإن غدت بالبركات متوددة ومننه وإن أصبحت إلى القلوب متوددة فإن أشملها وأكملها وأجملها وأفضلها وأجزلها وأنهلها وأتمها وأعمها وأضمها وألمها نعمة أجزلت المن والمنح وأزلت في أبرك سفح المقطم أغزر سفح وأتت بما أعجب الزراع ويعجل الهراع ويعجز البرق اللماع ويغل القطاع ويغل الإقطاع وتنبعث أمواهه وأفواجه وتمد خطاها أمواهه وأمواجه ويسبق وفد الريح من حيث ينبري ويغبط مريخه الأحمر القمر لأنه بيته السرطان كما يغبط الحوت لأنه بين المشتري ويأتي عجبه في الغد بأكثر من اليوم وفي اليوم بأكثر من الأمس وتركت الطريق مجدا كان ظهر بوجهه حمرة فهي ما يعرض للمسافر من حر الشمس ولم تكن شقته طويلة لما قيست بالذراع ولولا أن مقياسه أشرف البقاع لما اعتبر ما) تأخر ممل ما حوله الماضي بقاع بينا يكون في الباب إذا هو في الطاق وبينا يكون في الاحتراق إذا هو في الاختراق للإغراق وبينا يكون في المجاري إذا هو في السواري وبينا يكون في الحباب إذ هو في الجبال وبينا يقال لزيادته هذه الأمواه إذا يقال لغلاتها هذه الأموال وبينا يكون ماء إذ أصبح خيرا وبينا يكسب تجارة قد أكسب تجربة وبينا يفيد غزاة قد أفاد عزاء جسور على الجسور جيشه الكرار ولو أمست التراع منه تراع والبحار منه تحار كم حسنت مقاطعاته على مر الجديدين وكم أعانت ميزاب على مقياسه على الغزو من بلاد سيس على العمودين أتم الله لطفه في الإتيان به على التدرج وإجرائه بالرحمة التي تقضي للعيون بالتفرج وللقلوب بالتفريج فأقبل جيشه بمواكبه وجاء يطاعن الجدب بالصواري من مراكبه
(١٤٦)