الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ١٤٨
في تلك الخلوة فأرسلت من الأمشاط أكفا أحسنت بما تدعو إليه الفرق ومرت على سواد العذار الفاحم كما يمر البرق وذلك بيد قيم قيم بحقوق الخدمة عارف بما يعامل به أهل النعيم أهل النعمة خفيف اليد مع الأمانة موصوف بالمهارة عند أهل تلك المهانة لطف أخلاقا حتى كأنها عتاب بين جحظة والزمان وحسن صنعه فلا يمسك يدا إلا بمعروف ولا يسرح تسريحا إلا بإحسان أبدا يرى من طهارته وهو ذو صلف ويشاهد مزيلا لكل أذى حتى لو خدم البدر لأزال وجهه الكلف بيده موسى كأنها صباح ينسخ ظلاما أو نسيم ينفض عن الزهر كماما إذا أخذ صابونه أوهم من يخدمه بما يمره على جسده أنه بحر عجاج وأنه يبدو منها زبد الأعكان التي هي أحسن من الأمواج فلهم إلى هذه اللذة ولا تعد الحمام أنها دعوة أهل الحراف فربما كانت هذه من بين تلك الدعوات فذة ولعل سيدنا يشاهد ما لا يحسن وصفه قلمي وأستحسن وصفه ليدي وفمي إذ جمح عناني فأقول وإذا ترامت بي الخلاعة أخلع ما يتستر به ذوو العقول لدي أبهجك الله غصون قد هزها الحسن طربا ورماح لغير كفاح قد نشرت الشعور عذبا وبدور أسدلت من الذوائب غيهبا قد جعلت بين الخصور والروادف) من المآزر برزخا لا يبغيان وعلمنا بهم أننا في جنة تجري من تحتها الأنهار وتطوف علينا بها الولدان يكاد الماء إذا مر على أجسادهم يخرجها بمره والقلب يخرج إلى مباشرتها من الصدر وعجيب من مباشر لأمر لا يلتقيه بصدره إذا أسدل ذوائبه ترى ماء عليه ظل يرف وجوهرا من تحت عنبر يشف يطلب كل منهم السلام وكان الواجب طلب السلامة وكيف لا وقد غدا كل منهم أمير حسن وشعره المنثور وخاله العلامة إذا قلب بأصفر الصفر ماء على الحضار قلت هذا بدر بيده نجم تقسم منه أشعة الأنوار وإن أخذ غسولا وأمره على جسمه مفركا لم يبق عضو إلا واكتسب منه لطافة وراح مدلكا فما عذرك في انتهار الفرص وأقتناص هذه الشوارد التي يجب على مثلك أن يغدو لها وقد اقتنص والله تعالى يوالي المسار ويجعلها لديك دائمة الاستقرار بمنه وكرمه وأما شعره فأحسنه المقاطيع وأما القصائد فربما قصر فيها ومن ذلك ما نقلته من خطه من كتاب فلتة اليراعة ولفتة البراعة قال في دواة منزلة من مجزوء الرجز
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»