الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٣٦
ودع كرت) عليها الكروب وتخطت إليها الخطوب وتوالت عليها الهموم فلم تدع لها همه ورمتها الحوادث بكل ملمة تسود القلب وتبيض اللمة فلا غرو إن أصبحت كليلة من الأفراح ودمنة من الأتراح تدعى ولا تجيب وما ذاك بعجيب إن شاء المملوك منها إنشاء أبت إلى إباء وقال النجاة النجاة فبضاعتك مزجاة عد عن هذا السبيل لست من هذا القبيل فقلت لما أعطت منعها وأكثرت ردها وردعها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها إن الهدايا على مقدار مهديها ولما شجع المملوك نفسه بهذه المقالة شفع هذه الرسالة بأبيات تباريها في الثناء وتجاريها في حلبة الدعاء وأقدم على هذا العرض الأدنى على ذلك الجوهر الأسنى وقابل ذلك المقام بهذا المقال بعد أن استقال وقال من الطويل * سلا قلبه إن كان عن حبكم سلا * وهل مال يوما عن هوى ذلك الملا * * وهل زال من بعد البعاد وداده * وهل حال عن تلك المعاطف والحلا * * سقى الله أيام الوصال وعيشنا * رقيق الحواشي لا ينغص بالقلى * * ليالي روض الجزع فيهن ما ذوى * ومعهد ليلى الأخيلية ما خلا * * سحبت بها ذيل المسرة والصبا * وحالفت لذات وخالفت عذلا * * لقد طال ليلي بعدهن كأنه * بسود فروع الغانيات توصلا * * فكم كلف مثلي بمنعرج اللوى * تكلف أثقال الهوى وتحملا * * له مقلة عبرى تجود بمائها * وقلب من البين المجد تجدلا * * ما كل جفن مثل جفني مسهد * ولا كل قلب مثل قلبي مبتلى * منها * ولما وقفنا بالمطايا عشية * على الطلل البالي وقلنا له الا * * أذننا لأخلاف الدموع فأحلفت * وفاضت إلى أن انبت العشب والكلأ * منها * وعاذلة في سوء حظي جهالة * ولا ذنب لي في سوء حظي لتعذلا * * ولو يصلح الإنسان بالجد حظه * لأوسعت في إصلاح حالي التحيلا * * وقائلة قد جل منصب جلق * فقلت لها ما ذاك بدع وكيف لا * * ومحمود ذو الجود ابن سلمان حلها * فحلى من الآداب ما قد تعطلا) * (أعز الوى جارا وأنفع نائلا * وأكثر إفضالا وأعذب منهلا * * وأوفاهم عهدا وأقربهم ندى * وأطوعهم باعا وأفصح مقولا * * هو البدر خلقا والنسيم خلائقا * هوالبحر كفا والجداول أنملا * * فوبل الحيا من ذلك الكف يجتدى * وشمس الضحى من ذلك الوجه تجتلى *
(٣٦)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»