الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٣ - الصفحة ٣٤
* بانت لعيني أعلام هي السول * ومعهد برسول الله مأهول * وأول الثانية وهي مائة وتسعون بيتا من البسط * يا حبذا طلل بالدمع مطلول * خلا وقلبي بمن حلوه مأهول * وأنشدني من لفظه لنفسه من الطويل * هي البانة الهيفاء تخطر أو تخطو * أو الظبية الوطفاء تنظر أو تعطو * * بل الشمس والجوزا وشاح وقلبها * هلال ومن نجم الثريا لها قرط * * إذا اهتز ذاك القد وارتج ردفها * فيا حبذا تلك الأراكة والسقط * * من الغيد تغدو بالقلوب أسيرة * وتحكم منا في القلوب فتشتط * * إذا ذل مضناها تتيه تدللا * وإن جد بالصب الهوى فلها بسط) * (وفي شرعها أن الوصال محرم * وأن الجفا والصد في حبها شرط * * سبتني غداة البين حين ترحلت * وأومت بتوديعي أناملها السبط * * وأبدت دنوا والبعاد وراءه * ورب رضى قد طال من بعده السخط * * فما روضة صفت نمارق زهرها * ومن سندسيات الربيع لها بسط * * بأبهى واذكى من سناها وعرفها * ومما حوت تلك المطارف والنمط * * ولما سرت ذاك الخليط تبادرت * مدامع طرف بالدماء لها خلط * * حكت أدمعي لون الجمان بجيدها * ولكن لذا نظم وهذا له فرط * * بروحي التي في القرب شحت بنظرة * وبات ضجيعي طيفها والمدى شحط * * رأى نار أشواقي فلم يخط موضعي * وزار كلمح والصباح له وخط * * ولو كنت أدري أن يلم خيالها * فرشت له خدي ومن لي بأن يخطو * * وما برحت تشتط والشمل جامع * فلم سمحت بالوصل والحي قد شطوا * * خليلي قد نمت بوجدي عبرتي * فلا تعذلاني واعذرا فالأسى فرط * * فإن أخفه فالزند بوجدي عبرتي * وإن أبده قهرا فقد يظهر السقط * * فكم ذا أشيم البرق من أيمن الغضا * دجى أو تبدى لي ذوائبه الشمط * * وحتام أرعى أنجم الليل ساهرا * كأن لعلياء الجفون بها ربط * * تفرق منها شملها وترجلت * وبالغرب قد أضحى لأرجلها حط * * حكتني وأحبابي افتراقا وألفة * فمني لها رحمي ومني لها غبط * * كأن بآفاق السماء قلائدا * وفي كل قطر من كواكبها سمط * * كأن صغار الشهب بين كبارها * سطور من البلور زينها النفط *
(٣٤)
مفاتيح البحث: الهلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»