* كأن مرور السحب فوق نجومها * رياض أقاح مر من فوقها مرط * * كأن رقيق الغيم يحجب نورها * خمار على حسناء يبدو وينحط * * كأن كمون البرق ثم ظهوره * بنان خضيب شانه القبض والبسط * * كأن الدجا والزهر فرع مكلل * له الفجر فرق والثريا له مشط * * كأن نجوم الأفق والصبح لائح * أزاهر في نهر تلوح وتنعط * * كأن يد الإمساء تنثر لؤلؤا * وتأتي يد الإصباح من دأبها اللقط) * (كأن انهمال الغيث والبرق مضرم * أيادي علي حين يسمح أو يسطو * * غياث الورى المدعو إن جل حادث * وغيث الورى المرجو إن شمل القحط * وأنشدني من لفظه لنفسه من مجزوء الرمل حكم الرازق بالرزق فما هذا التهافت * لم يقل من كد وافه * ولمن عنك التهى فت * وكتب إلى العلامة شهاب الدين أبي الثناء محمود رحمه الله تعالى من القاهرة يقبل الأرض لا أبعد الله عن الرواد ساحتها ولا أفقد الوراد سماحتها ولا زالت محوطة بعناية الله في ظعنها وإقامتها منوطة بامتداد النعم وإدامتها مرفوعة إلى غاية يقصر النجم أن يساميها وتضحي الشمس دون وساميها ولا برحت رحال الرجاءتحط برحابها وجنائب الثناء تحث إلى جنابها ونتائج الألباب تهدي لبابها وينهي شوقه الذي تكاد حصاة القلب منه تذوب إلى لثم تلك اليد التي تعلم منها الغيث كيف يصوب والأنعم التي وسمت بها مغناي وهو جديب والمكارم التي تجف ضروع المزن وهي حلوب حيث وضوح محجة الحجى واتساع أرجاء الرجا ومهب رخاء الرخا وانتظام سحاب السخاء إذ ظلال الآداب وارفة وشمس الأفضال طالعة ليست بكاسفة فرعى الله وحي وسقى وصان وحمى ووقى ولا عدمت أندية الآداب أنداء ذلك السحاب ولا غاب عن غاب الأقلام بأس ذلك الضرغام ما شوق العليل إلى الشفا والحجيج إلى الصفا والمشرد إلى الوطن والمسهد إلى الوسن والظمآن إلى الماء والحرث إلى أسماء بأكثر كلفا ولا أشد شغفا من المملوك إلى اقتباس تلك الفوائد والتماس تلك الفرائد قرب الله مغناها ما أسناها ولا أبعد مسراها فما أسراها إنها العقائل الشريفة بشرف القائل ولها من نفسها طرب كما في ابنة العنب من الخفيف لا تخافي إن غبت أن نتناساك ولا إن واصلتنا أن نملا إن تغيبي عنا فسقيا ورعياأو تلمي بنا فأهلا وسهلا أيها السيد وما خلت البقاع والإمام الذي انعقد على فضله الإجماع والماجد الذي محامده ملء الأبصار والأفواه والأسماع صفحا عن قريحة ما أومضت حتى خبت ولا مضت حتى كبت ولا مضت حتى نبت ولا امتد لها ظل العيش حتى تقلص ولا ساغ لها ورده حتى غصص وتنغص ولا أطل سحابه حتى أقلع ولا أظل حتى تقشع ولا سلم بنان بيانها حتى
(٣٥)