الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠١
وأورد له الثعالبي قوله من الطويل * إذا لم يكن صدر المجالس فاضلا * فلا خير فيمن صدرته المجالس * * وكم قائل مالي رأيتك راجلا * فقلت له من أجل أنك فارس * وكانت له مع أبي الطيب مجالس ومباحث بحضرة سيف الدولة ومن تصانيفه كتاب الاشتقاق الجمل في النحو اطرغش لغة القراءات إعراب ثلاثين سورة المقصور والممدود المذكر والمؤنث الألفات وله كتاب ليس كتاب كبير ولم أر مثله يدل على اطلاع عظيم واستحضار كثير بناه على أن يقول ليس في كلام العرب كذا إلا كذا وكذا كقوله ليس في كلام العرب ما مفرده ممدود وجمعه ممدود إلا داء وأدوات وعمل بعضهم كتابا سماه كتاب بل استدرك عليه أشياء أبو عبد الله بن البقال الشافعي الحسين بن أحمد بن علي بن البقال أبو عبد الله البغدادي أحد الفقهاء الأعيان في مذهب الشافعي قرأ الفقه على القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري حتى برع وكانت له مقامات سنية في النظر الجدال وكان فقيها فاضلا بارعا كاملا مفتيا مدققا محققا جميل الطريقة زاهدا متعبدا عفيفا نزها على طريقة السلف) ولاه القاضي أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني القضاء بحريم دار الخلافة وبقي على ذلك نحوا من ثلاثين سنة سديد القضايا والأحكام على أكمل قاعدة وأسد طريقة وكانت له حلقة بجامع القصر للمناظرة يحضرها أعيان الفقهاء من الغرباء والبلدية سمع الحديث من أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران والقاضي أبي الطيب الطبري وحدث باليسير توفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة 3 (الشقاق الفرضي)) الحسين بن أحمد بن علي بن جعفر أبو عبد الله الشقاق الفرضي البغدادي كان يشق القرون لعمل القسي وغيرها قرأ الفرائض والحساب على أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري وعلي أبي الفضل عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني وبرع فيهما وصار إماما يرجع إليه فيهما ولم يكن له نظير في فنه ولع تعليقة في الحساب مشهورة وتصانيف في الفرائض وقسم التركات سمع الحديث من القاضي أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي وغيره وحدث عن أبي حكيم الخبري بشيء من تصانيفه في الفرائض ورواه عنه الحافظ ابن الناصر وكان له ولد يتعرض بالرمي عن قوس الجلاهق وكان ماهرا في ذلك فوقعت له واقعة
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»