راح منهزما مكلوما معنفا من جماعته ملوما وكان الأولى أن يبدي ما عنده من القلق والعويل والأسف 3 (الحسن البصري)) الحسن بن يسار البصري الفقيه القارئ الزاهد العابد سيد زمانه إمام أهل البصرة بل إمام أهل العصر ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر رضي الله عنه وكانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة فكانت تذهب لمولاتها في حاجة وتشاغله أم سلمة بثديها فربما در عليه ثم نشأ بوادي القرى سمع من عثمان وهو يخطب وشهد يوم الدار ورأى طلحة وعليا وروى عن عمران بن) حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وأبي بكرة والنعمان بن بشير وجندب بن عبد الله وسمرة بن جندب وابن عباس وابن عمر وعمرو بن ثعلب وعبد الله بن عمرو ومعقل بن يسار وأبي هريرة والأسود بن سريع وأنس بن مالك وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين كالأحنف بن قيس وحطان الرقاشي وقرأ عليه القرآن وصار كاتبا في إمرة معاوية للربيع بن زياد متولي خراسان ومناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة قال الشيخ شمس الدين وكان يدلس ويرسل ويحدث بالمعاني وكان رأسا في العلم والحديث إماما مجتهدا كثير الاطلاع رأسا في القرآن وتفسيره رأسا في الوعظ والتذكير رأسا في الحلم والعبادة رأسا في الزهد والصدق رأسا في الفصاحة والبلاغة رأسا في الأيد والشجاعة روى الأصمعي عن أبيه قال ما رأيت زندا أعظم من زند الحسن البصري كان عرضه شبرا وقد نسبه قوم إلى القول بالقدر حدث حماد بن زيد عن أيوب قال لا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب الحسن البصري إلا به وأنا نازلته في القدر غير مرة حتى خوفته السلطان فقال لا أعود فيه بعد اليوم وقد أدركت الحسن والله وما يقوله وقال أبو سعيد بن الأعرابي في كتاب طبقات النساك كان يجلس إلى الحسن طائفة من هؤلاء وهو يتكلم في الخصوص حتى نسبه القدرية إلى الجبر وتكلم في الاكتساب حتى نسبوه إلى القدر كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس عنده وهو بريء من القدر ومن كل بدعة وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال الخير بقدر والشر ليس بقدر هكذا رواه أحمد بن علي الأبار في تاريخه
(١٩٠)