الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٩٩
الله تعالى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وولي بعده أخوه المختار القاسم بن أحمد وسيأتي ذكره في حرف القاف مكانه 3 (أبو زنبور الكاتب)) الحسين بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم المادرائي أبو علي الكاتب الملقب بأبي زنبور البغدادي مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وتوفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة دخل مصر مع أخيه علي بن أحمد وكان يتولى الوزارة لأحمد بن طولون فولاه خراج الشام وتوجه إلى دمشق مع أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وضبط الأمور وبان أثره وتوفره وكان حليما عاقلا له دهاء ورأي وأفعال جميلة وكرم ولم يزل مع أبي الجيش إلى أن قتل أبو الجيش بدمشق فبايع لابنه أبي العساكر جيش وأقام) بدمشق وتجددت حوادث كثيرة فعاد إلى أخيه إلى مصر وولي خراج مصر دفعات من قبل المعتضد والمكتفي ثم وليها من قبل المقتدر مرات وكتب الحديث بالعراق عن عمر بن أحمد بن شبة وغيره وأكل يوما بطيخا فاعتل من أكله وذهب شقه فأقام أياما ومات 3 (أبو عبد الله الحربي)) الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسن الحربي أبو عبد الله من أولاد المحدثين وهو أخو أبي الحسن محمد بن أحمد الشاعر وكان أديبا يقول الشعر قال شجاع بن فارس الذهلي كتبت إليه أتشوقه وهو بتستر من الكامل * ريح الشمال إذا مررت بتستر * والطيب خصيها بكل سلام * * وتعرفي خبر الحسين فإنه * مذ غاب أودعني لهيب ضرام * * قولي له مذ غبت عني لم أذق * شوقا إلى لقياك طيب منام * * والله ما يوم يمر وليلة * إلا وأنت تزور في الأحلام * فأجاب الحسين من الكامل * مرت بنا بالطيب ثم بتستر * ريح روائحها كنشر مدام * * فتوقفت حسنا لدي وبلغت * أضعاف ألف تحية وسلام * * وسألت عن بغداد كيف تركتها * قالت كمثل الروض غب غمام * * فلكدت من فرح أطير صبابة * وأصول من جذل على الأيام * * ونسيت كل عظيمة وشديد * وظننتها حلما من الأحلام *
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»