فجاء إلى القاهرة وعرض عليه أن يكون في ديوان الإنشاء فلم يفعل وقال لا تركت أولادي يقال لهم من بعدي والدكم خدم وعرض عليه أن يكون شاهد ديوان حسام الدين لاجين قبل السلطنة فلم يفعل قال كمال الدين جعفر الأدفوي أخبرني الفقيه العدل حاتم بن النفيس الإسنائي أنه تحدث معه في شيء من مذهب الشيعة فحلف أنه يحب الصحابة ويعظمهم ويعترف بفضلهم قال إلا أني أقدم عليا عليهم مولده سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ووفاته سنة ست وسبعمائة ومن شعره من السريع * رأيت كرما ذاويا ذابلا * وربعه من بعد خصب محيل * * فقلت إذ عاينته ميتا * لا غرو أن شقت عليه النخيل * ومنه من الرمل * كيف لا يحلو غرامي وافتضاحي * وأنا بين غبوق واصطباح) * (مع رشيق القد معسول اللمى * أسمر فاق على سمر الرماح * * جوهري الثغر ينحو عجبا * رفع المرضى لتعليل الصحاح * * نصب الهجر على تمييزه * وابتدا بالصد جدا في مزاح * * فلهذا صار أمري خبرا * شاع في الآفاق بالقول الصراح * * يا أهيل الحي من نجد عسى * تجبروا قلب أسير من جراح * * لم خفضتم حال صب جازم * ماله نحو حماكم من براح * * ليس يصغي قول واش سمعه * فعلى ماذا سمعتم قول لاح * * ومحوتم اسمه من وصلكم * وهو في رسم هواكم غير صاح * * فلئن أفرطتم في هجره * ورأيتم بعده عين الصلاح * * فهو لاج لأولي آل العبا * معدن الإحسان طرا والسماح * * قلدوا أمرا عظيما شأنه * فهو في أعناقهم مثل الوشاح * * أمناء الله في السر الذي * عجزت عن حمله أهل الصلاح *
(١٧٣)