وانتقل آخر عمره إلى مذهب الشافعي وانتهت إليه رياسة النحو مولده سنة ثمان وستين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة ومن شعره وقد أمره بعض أصدقائه بطلاق امرأته لما كبرت من البسيط * وقائل لي وقد شابت ذوائبها * وأصبحت وهي مثل العود في النحف * * لم لا تجذ حبال الوصل من نصف * شمطاء من غير ما حسن ولا ترف * * فقلت هيهات أن أسلو مودتها * يوما ولو أشرفت نفسي على التلف * * وأن أخون عجوزا غير خائنة * مقيمة لي على الإتلاف والسرف * * يكون مني قبيحا أن أواصلها * جنى وأهجرها في حالة الحشف * ونفذ صحبة الأمير علي بن الإمام الناصر إلى تستر حين صير ملكها ليعلمه النحو وكتب بخطه كتبا نفيسة وكان حاذقا في الذكاء 3 (العلوي)) الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان من مشايخ أهله ووجوههم حمل إلى المنصور فحبسه لشيء اتهمه به فما زال في الحبس إلى أن مات المنصور فكتب إلى المهدي من الكامل * ارحم كبيرا سنه متهدما * في الحبس بين سلاسل وقيود * * وارحم صغار بني يزيد إنهم * نقموا لفقدي لا لفقد يزيد * * وارحم أخيته التي تبكي له * وبنية عمرت بطول سهود * * وارحم فداك أبي وأمي إنه * لم يبق لي خلف من المفقود * * فلئن طلبت عظيم أمر جره * لتذبحن له بكل صعيد * * أو عدت للرحم القريبة بيننا * ما جدنا من جدكم بعيد) * (ولتلفيني شاكرا لك داعيا * فيما اصطنعت إلي غير جحود * * أدعوك يا خير البرية كلها * فارحم دعاء عبيدك المصفود * فأطلقه المهدي فمكث قليلا ومات أول خلافة المهدي وقوله صغار بني يزيد يعني أولاد أخيه يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر وكانت وفاته سنة ثلاث وستين ومائة 3 (أبو علي البزاز)) الحسن بن مكرم أبو علي البغدادي البزاز روى عنه المحاملي والصفار وجماعة وثقه الخطيب وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين
(١٧١)