الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٧٧
ومن أنت قال أبو أسامة والبة بن الحباب قال نعم أنا والله في طلبك ولقد أردت الخروج إلى الكوفة بسبك لآخذ عنك وأسمع منك شعرك فصار معه وقدم به بغداد فكان أول ما قاله من الشعر وهو صبي من المقتضب * حامل الهوى تعب * يستخفه الطرب * * إن بكى يحق له * ليس ما به لعب * * تضحكين لاهية * والمحب ينتحب * * تعجبين من سقمي * صحتي هي العجب * قال إسماعيل بن نوبخت ما رأيت قط أوسع علما من أبي نواس ولا أحفظ منه مع قلة كتبه ولقد فتشنا منزله بعد موته فما وجدنا إلا قمطرا فيه جزار مشتمل على غريب ونحو لا غير وهو في الطبقة الأولى من المولدين وشعره عشرة أنواع وهو محيد في العشرة واعتنى بشعره جماعة من الفضلاء منهم أبو بكر الصولي وعلي بن حمزة وإبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعروف بتوزون وأجمع هذه الروايات جمع علي بن حمزة) وسمع أبو نواس الحديث من حماد بن زيد وعبد الرحمن بن زياد وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة ومدح الخلفاء والوزراء وكان شاعر عصره وترجمته في تاريخ بغداد سبع ورقات وكان يقال الشافعي شاعر غلب عليه الفقه وأبو نواس فقيه غلب عليه الشعر وإنما قيل له أبو نواس لذؤابتين كانتا تنوسان على عاتقيه حدث محمد بن كثير الصيرفي قال دخلنا على أبي نواس الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه فقال له صالح بن علي الهاشمي يا أبا علي أنت اليوم في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وبينك وبين الله هنات فتب إلى الله من عملك قال فقال إياي تخوف بالله ثم قال أسندوني حدثني حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي شفاعة وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي أفترى لا أكون منهم وقال عبد الله بن صالح الهاشمي حدثني من أثق به قال رأيت أبا نواس في النوم وهو
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»