الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٦٤
* يا ذاهبا عظمت فيه مصيباتي * بأسهم رشقت قلبي مصيبات * * قد كنت نجما بأفق الفضل ثم هوى * فاستوحشت منه آفاق السماوات * * سبقت من بات يرجو قرب خالقه * ولم تزل قبلها سباق غايات * * بكى الغمام بدمع الورق مذ عقدت * حمائم البان من شجوي مناحات * * ولطم الرعد خد السحب وانتشرت * ذوائب البرق حمرا في الدجنات * * أصم نعيك سمعي عن تحققه * وهان ما لليالي من ملمات * * جنحت فيه إلى تكذيب قائله * تعللا بالأماني المستحيلات * * وكدت أقضي ويا ليت الحمام قضى * حسبي بأن الأماني في المنيات * * وراح دمعي يجاري فيك نطق فمي * فالشان في عبراتي والعبارات * * إن أبدت الورق في أفنانها خطبا * فكم لوجدي وحزني من مقامات * * جرحت قلبي فأجريت الدموع دما * ففيض دمعي من تلك الجراحات * * لو كنت تفدى رددنا عنك كل ردى * بأنفس قد بذلناها نفيسات * * فآه من أكؤس جرعتها غصصا * وقد تركت لنا فيها فضالات * * نسيت إلا مساعيك التي بهرت * عين المعالي بأنوار سنيات * * ومكرمات متى تتلى محامدها * تعطر الكون من ريا الروايات * وفضل حلم تخف الراسيات له وعز علا السبع المنيرات * وكم مناقب في علم وفي عمل * أضحت أسانيدها فينا صحيحات *) منها من البسيط * فأين لطفك بي إن هفوة عرضت * كأنما حسناتي في إساءاتي * * وأين فضلك إن وافى أخو طلب * فيخجل الغيث من تلك العطيات * * نبكي عليك وقد عوضت من كفن * ألبسته بثياب سندسيات * * وما تلبثت في مثوى الضريح إلى * أن صرت ما بين أنهار وجنات *
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»