وكان جيد المشاركة أشعري العقيدة شافعي المذهب يحب الكثير ويبالغ في الحرص على اقتنائها والمنافسة فيها رأيته بعد موته بمدة في المنام فقمت إليه وصافحته وقبضت على يده وقلت له قل لي ما الخبر فقال لي لا تعتقد إلا وحدانيته فقلت له هذا شيء قد جبل اللحم والدم عليه فقال) * بالله لا تغضب لما قد بدا * فأنت عندي مثل عيني اليمين * * ما أتعب النفس سوى من غدا * يجحد ما أوليته أو يمين * * وأنت عندي جوهر قد صفا * من دنس الذم نفيس ثمين * * ووالدي يعلم ما قلته * أخبار من أخلص في ذا اليمين * * ما حلت عن حسن الوفا في الهوى * فأنت في هذا المكين الأمين * المملوك حسن بن محمد يسأل الله تعالى أن يحرس تلك الروحانية الطاهرة من الكدر إن شاء الله تعالى فكتبت أنا جوابه عن ذلك رحمه الله تعالى من السريع * بررت فيما قلت يا سيدي * ولست تحتاج إلى ذي اليمين * * والله لم أغضب وحاشى لمن * أراه عندي مثل عيني اليمين * * ولم يكن غيظي إلا لمن * يميل عن طرق الوفا أو يمين * * ويفتري الباطل في قوله * عني وليس الناس عنه عمين * * ويظهر الود الذي إن بدا * ظاهره فالغش فيه كمين * * فغثه غثى نفوس الورى * ممن ترى والسم منه سمين * ومن نظمه رحمه الله تعالى ما كتبه لمن أهدى له قراصيا من البسيط * يا سيدا أصبحت كفاه بحر ندى * تولي سحائبه الإنعام والقوتا * * كنا عهدنا اللآلي من مواهبه * واليوم ننظرها فينا يواقيتا * ومنه لمن أهدى له بطيخا أصفر وقرأته عليه من المنسرح * أهديت شيئا يروق منظره * ماء تبدى في جامد اللهب * * أو شمس أفق قد كورت فبدا * شعاعها مثل ذائب الذهب * * لما تبدت لها بروق مدى * أبدت حشاها أهلة الشهب * * وكم أرتنا القسي عن قزح * مبشرات بواكف سرب * * أخضرها قد زهى بأحمرها * كورد خد بالآس منتقب *
(١٦١)