الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١١٧
* تكاد إذا رجعت صوتها * قضيب الأراكة ينقد لينا * * تغني فتستوقف الصبر عن * لجاجته وتحث الشجونا * * وتبكي ولكن بلا أدمع * وما هكذا ينبغي أن تكونا * وأنشدني من لفظه له من الكامل * غصن رشيق القد لان معاطفا * نشوى وبالشعر المرجل أورقا * * وبمثل بدر التم أثمر فانظروا * هذا القوام أجل أم غصن النقا * وأنشدني من لفظه له من الطويل * سرت من بعيد الدار لي نفحة الصبا * فقد أصبحت حسرى من السير ظالعه * * ومن عرق مبلولة الجيب بالندى * ومن تعب أنفاسها متتابعه * وكتب إلي بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة من البسيط * ليل التجنب من أجفاننا شهبه * ومجدب الربع ما كانت دما سحبه) * (ما للنوى أطلعت في غارب قمرا * يقله البان يوم البين لا غربه * * تنظمت عبراتي في ترائبه * عقدا كما انتثرت في وجنتي سخبه * * يا من وفى الدمع إذ خان الوداد له * غدر الحبيب وفاء الدمع أو سببه * * قد كنت أحسب صبري لا يذم وقد * مضى وفي ذمة الأشواق أحتسبه * * يا نازحا سكن القلب الخفوق ومن * إحدى العجائب نائي الوصل مقتربه * * ما لاح برق ولا ناحت مطوقة * ولا تناوح من باب الحمى عذبه * ألا تساعد قلبي والدموع وأحناء الضلوع على شوق علا لهبه * حكيت يا برق قلبي في الخفوق ولم * يفتك إلا لهيب الوجد لا شنبه * * من لي بأغيد بدر التم حين بدا * قد ساء إذ رام تشبيها به أدبه * * ممنع بالذي ضمت غلائله * من القنا وبما أصمت به هدبه * * بين الأسنة محجوب ولو قدروا * ما قوس حاجبه أغنتهم حجبه * * سلبنني بالضنى لحمي لواحظه * وهم أسد الشرى المسلوب لا سلبه * * لو لم يكن ريقه خمرا ومرشفه * كأسا لما كان يحكي ثغره حببه * * كذا ابن ابنك لولا ما حواه لما * عن الكتائب أغنت في الوغى كتبه *
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»