الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٦
* وكان يجري ولا سداد لهم * أمرك ما بيننا على السدد * * حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا * ولم تكن للأذى بمعتقد * * وحمت حول الردى بظلمهم * ومن يحم حول حوضه يرد * * وكان قلبي عليك مرتعدا * وأنت تنساب غير مرتعد * * تدخل برج الحمام متئدا * وتبلع الفرخ غير متئد * * وتطرح الريش في الطريق لهم * وتبلع اللحم غير مزدرد * * أطمعك الغي لحمها فرأى * قتلك أصحابها من الرشد * * حتى إذا داوموك واجتهدوا * وساعد النصر كيد مجتهد * * كادوك دهرا فما وقعت وكم * أفلت من كيدهم ولم تكد * فحين أخفرت وانهمكت وكاشفت وأسرفت غير مقتصد * صادوك غيظا عليك وانتقموا * منك وزادوا ومن يصد يصد * * ثم شفوا بالحديد أنفسهم * منك ولم يرعووا على أحد * منها من المنسرح * فلم تزل للحمام مرتصدا * حتى سقيت الحمام بالرصد * * لم يرحموا صوتك الضعيف كما * لم ترث منها لصوتها الغرد * * أذاقك الموت ربهن كما * أذقت أفراخه يدا بيد * * كأن حبلا حوى بجودته * جيدك للخنق كان من مسد * ومنها من المنسرح) * كأن عيني تراك مضطربا * فيه وفي فيك رغوة الزبد * * وقد طلبت الخلاص منه فلم * تقدر على حيله ولم تجد * * فجدت بالنفس والبخيل بها * أنت ومن لم يجد بها يجد * * فما سمعنا بمثل موتك إذ * مت ولا مثل عيشك النكد * * عشت حريصا يقوده طمع * ومت ذا قاتل بلا قود * * يا من لذيذ الفراخ أوقعه * ويحك هلا قنعت بالغدد * * ألم تخف وثبة الزمان وقد * وثبت في البرج وثبة الأسد * ومنها من المنسرح * عاقبة الظلم لا تنام وإن * تأخرت مدة من المدد * * أردت أن تأكل الفراخ ولا * يأكلك الدهر أكل مضطهد *
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»