قلت شعر مقبول 3 (ابن العلاف)) الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد أبو بكر المعروف بابن العلاف الضرير النهرواني الشاعر المشهور كان من الشعراء المجيدين وحدث عن أبي عمر الدوري المقرئ وحميد ابن مسعدة البصري ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن إسماعيل الحساني وروى عنه عبد الله بن الحسن بن النحاس وأبو الحسن الخراجي القاضي وأبو حفص بن شاهين وغيرهم وكان ينادم الإمام المعتضد حكى قال بت ليلة في دار المعتضد مع جماعة من ندمائه فأتانا خادم ليلا فقال أمير المؤمنين يقول أرقت الليلة بعد انصرافكم فقلت من الطويل * ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفر والمزار بعيد * وقال قد أرتج عليه تمامه فمن أجازه بما يوافقه في غرضه أمر له بجائزة قال فأرتج على الجماعة وكلهم شاعر فاضل فابتدرت وقلت من الطويل * فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود * فرجع الخادم ثم عاد فقال أمير المؤمنين يقول قد أحسنت وأمر لك بجائزة وكان لأبي بكر هر يأنس به وكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل فراخها وكثر ذلك منه فأمسكه أربابها فذبحوه فرثاه بقصيدة اشتهرت وقد قيل إنه رثى بها عبد الله بن المعتز وخشي من الإمام المقتدر أن يتظاهر بها لأنه هو الذي قتله فنسبها إلى الهر وعرض به في أبيات منها لصحبة كانت بينهما أكيدة وقيل إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات أيام محنته لأنه لم يجسر أن يذكره ويرثيه وقيل إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات أيام محنته لأنه لم يجسر أن يذكره يرثيه وقيل إن جارية لعلي بن عيسى هويت غلاما لأبي بكر بن العلاف ففطن بهما فقتلا جميعا) وسلخا وحشي جلودها تبنا فقال مولاه أبو بكر هذه القصيدة يرثيه بها وأولها من المنسرح * يا هر فارقتنا ولم تعد * وكنت عندي بمنزل الولد * * فكيف ننفك عن هواك وقد * كنت لنا عدة من العدد * * وتخرج الفأر من مكامنها * ما بين مفتوحها إلى السدد * * يلقاك في البيت منهم مدد * وأنت تلقاهم بلا مدد * * لا عدد كان منك منفلتا * منهم ولا واحد من العدد * * لا ترهب الصيف عند هاجرة * ولا تهاب الشتاء في الجمد *
(١٠٥)