وأسنى جوائزهم ثم أذن لأهل مكة وقيل أن الذباب وقع على المنصور فذبه عنه فعاد فذبه حتى أضجره فدخل جعفر بن محمد فقال له المنصور يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب فقال ليذل به الجبابرة وقال جعفر الصادق لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كان فيه شيء من هذه الخصال أو بعضها فانسبه إلى الصداقة ثم حدها فقال أول حدودها أن تكون سريرته وعلانيته لك سواء والثانية أن يرى شينك شينه وزينك زينه و الثالثة لا يغيره مال ولا ولاية الرابعة لا يمنعك شيئا تناله يده والخامسة وهي تجمع هذه الخصال وهي أن لا يسلمك عند النكبات وقال جعفر الصادق كان جدي علي بن حسين رحمة الله عليه يقول من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل اللهم آحرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام وأغفر لي بقدرتك علي ولا أهلكن وأنت رجائي فكم من نعمة قد أنعمت بها علي قل لك عندها شكري وكم بلية آبتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني) ويا ذا النعماء التي لا تحصى ويا ذا الأيادي التي لا تنقضي بك أستدفع مكروه ما أنا فيه وأعوذ بك من شره يا أرحم الراحمين 3 (أبو القاسم الإسكافي)) جعفر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم بن جعفر الإسكافي أحد فضلاء المعتزلة ببغداد كان كاتبا بليغا رد إليه المعتصم أحد دواوينه وله مصنف في الإمامة وكان أبوه من أعيان المعتزلة مقدما عند المعتصم يبجله ويعظمه ويصغي إلى كلامه وأصله من سمر قند 3 (المتوكل على الله)) جعفر بن محمد أبو الفضل المتوكل على الله ابن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بويع له بالخلافة بعد موت أخيه هارون الواثق بمشاورة في ذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وولد سنة سبع ومئتين وقتل سنة سبع وأربعين ومئتين
(١٠٠)