الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١١ - الصفحة ١٠٣
يحيى بن صاعد وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو بكر الشافعي وكان ثقة ثبتا حسن الحفظ مات سنة اثنتين وثمانين ومئتين 3 (أبو معشر المنجم)) ) جعفر بن محمد بن عمر البلخي أبو معشر المنجم المشهور كان إمام وقته في فنه وله التصانيف المفيدة في علم النجامة منها كتاب المدخل وكتاب الريح والألوف والمواليد وغير ذلك وكانت له إصابات عجيبة قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى رأيت في بعض المجاميع أنه كان متصلا بخدمة بعض الملوك وأن ذلك الملك طلب رجلا من أتباعه وأكابر دولته ليعاقبه بسبب جريمة صدرت منه وعلم أن أبا معشر يدل عليه بالطرائق التي يستخرج بها الخفايا والأشياء الكامنة فأراد أن يعمل شيئا لا يهتدي إليه ويبعد عنه حدسه فأخذ طستا وجعل فيه دما وجعل في الدم هاونا وقعد على الهاون أياما وتطلبب الملك ذلك الرجل وبالغ في الطلب فلما عجز عنه أحضر أبا معشر وقال تعرفني موضعه بما جرت به عادتك فعمل المسألة التي يستخرج بها الخبايا وسكت زمانا حائرا فقال له الملك ما سبب سكوتك وحيرتك قال أرى شيئا عجيبا فقال وما هو قال أرى الرجل المطلوب على جبل نحاس والجبل في بحر دم ولا أعلم في العالم موضعا بهذه الصفة فقال له أعد نظرك وغير المسألة وجدد أخذ الطالع ففعل ثم قال ما أراه إلا كما ذكرت وهذا شيء ما وقع لي مثله فلما يئس الملك من القدرة عليه بهذا الطريق نادى في البلاد بالأمان للرجل ولمن أخفاه وأظهر من ذلك ما وثق به فلما اطمأن الرجل خرج وحضر بين يدي الملك فسأله عن الموضع الذي كان فيه فأخبره بما اعتمده فأعجبه حسن احتياله في إخفاء نفسه ولطافة أبي معشر في استخراجه وله غير ذلك في الإصابات وذكر محمد بن إسحاق النديم أن أبا معشر كان من أولاد المحدثين وكان يضاغن الكندي ويغري به العامة ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة فدس عليه الكندي من حسن له النظر في علم الحساب والهندسة فدخل في ذلك له فعدل لما كمل له ذلك إلى علم أحكام النجوم وانقطع شره عن الكندي ويقال إنه تعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره وقال أبو أحمد عبد الله بن عمر بن الحارث الحارثي قال حدثني أبي قال كنت أحد من
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»