الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ١٦
وأما إيرنجي فإنه قصد تبريز في طلب جوبان فأغلق البلد في وجهه وخرج الوالي إليهم فأهانوه وعلقوه منكوسا حتى وزن أربع مائة ألف درهم ثم ساروا إلى رنكان فالتقى الجمعان فلما رأى إيرنجي السلطان ورايته سقط في يده وقال لأصحابه السلطان علينا فما العمل فقال قرمشي لا بد من الحرب فالسلطان معنا وسير قرمشي إلى جوبان وقال أنا معك والتحم القتال وانكسر إيرنجي وتحول غالب عسكره إلى تحت راية السلطان ثم أسر إيرنجي وقرمشي ودقماق وعقد لهم مجلس بالسلطانية فقالوا ما تحركنا إلا بأمر القان فأنكر وكذبهم وأمر بقتلهم فقال إيرنجي هذا خطك معي أنا فأنكر وجحد فضرب إيرنجي بسيخ في فمه فتلف وطيف برأسه في خراسان والعراق وذلك سنة تسع عشرة وسبع مائة وكان إيرنجي وافر الحرمة وقتل قرمشي ودقماق وأمسك أمراؤهم وتمكن جوبان وأباد أضداده وكان دقماقا مسلما يحب العرب ويكثر الصدقة فحلقوا ذقنه وطيف به ثم رموه بالنشاب وأبيد من المغل خلق كثير)) 2 (إيغان سم الموت)) إيغان الأمير عز الدين سم الموت الركني ثم الظاهري هو مولى ركن الدين بيبرس الذي كسر الفرنج بغزة كان أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام وله الكلمة النافذة غضب عليه السلطان الملك الظاهر بيبرس ورماه في الجب بالقلعة إلى أن مات رحمه الله تعالى في سنة خمس وسبعين وست مائة ((أيفع بن ناكور ذو الكلاع)) أيفع بن ناكور بالنون وبعدها ألف وكاف وواو وراء الصحابي يقال إنه ابن عم كعب الأحبار أبو شرحبيل وقيل أبو شراحيل كان رئيسا في قومه مطاعا متبوعا أسلم فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون على الأسود ومسيلمة وطليحة وكان الرسول إليه جرير بن عبد الله البجلي فأسلم وخرج مع جرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل اسم ذي الكلاع سميفع بالسين المهملة والميم والياء آخر الحروف وفاء وعين وكان هو القائم بأمر معاوية في حرب صفين وقتل قبل انقضاء الحرب ففرح معاوية بموته وذلك أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده أن
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»