الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ١٨
وخمس مائة واستولى بعده ولده حسام الدين تمرتاش على ماردين وولده شمس الدولة سليمان على ميافارقين وملك ماردين في يد أولاده إلى اليوم وهو جد المذكور ثالثا في هذا الاسم 3 (قطب الدين صاحب ماردين)) إيل غازي الملك قطب الدين ابن ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق صاحب ماردين وليها مدة طويلة بعد أبيه وكان موصوفا بالعدل والشجاعة وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة وخلف ولدين صغيرين فأقيم أحدهما وهو حسام الدين في الأمر وقام بتدبيره مملوكه نظام الدين البقش من تحت جناح خال أبيه شاه أرمن صاحب خلاط فلما مات ولي الأخ الآخر وهو قطب الدين فامتدت أيامه إلى أن قتل البقش واستقل بالأمر)) 3 (السعيد صاحب ماردين)) إيل غازي الملك السعيد نجم الدين أبو الفتح صاحب ماردين ابن صاحب ماردين أرتق بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق مات في الحصار والوباء بقلعة ماردين كان حازما بطلا شجاعا ممدحا ملك مدة ديار بكر وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وست مائة وقيل سنة تسع مرض مرضا أشرف فيه على الموت ثم أبل وبعث إلى هولاكو يطلب سابق الدين بلبان فبعث به إليه فاستماله مدة مقامه عنده وأخبره بما لقي أهل حلب وأشار عليه بتسيير هدية أخرى بعد الهدية التي سيرها فجهزها معه وجهز معه عز الدين بطة فقال هولاكو لعز الدين سرا اقض له حاجة أقض لك ألف حاجة قال ما هي قال تعرفني هل الملك السعيد مريض حقيقة أم لا فقال كان مريضا وازداد مرضا عند أخذك حلب ثم عوفي فقال إذا ألزمته بالمجيء يجيء قال لا لأنكم لا تفون وتهينون الملوك وتكلفونهم ما لا يطيقون وقد تحقق انك تقتله قال فإن قصدته يقدر يمنع نفسه مني قال نعم لحصانة قلعته وما فيها من الذخائر والأقوات مدة أربعين سنة فأعطاه بالشت ذهب وزنه سبع مائة مثقال وثيابا وأصبح استدعاه واستدعى سابق الدين وكتب لهما جوابا مضمونه أنه أعفاه من الحضور واتفق مع سابق الدين على استفساد من أمكنه من أعيان ماردين وأمرائها وكتب لهم فرمانات فأشار عليه أن يسير للملك المظفر ابن السعيد ويطيب قلبه ثم وصلا إلى السعيد وخلا به عز الدين وعرفه ميل سابق الدين إلى هولاكو ثم عاد سابق الدين إلى هولاكو يعتذر إليه فقالوا له متى خلا بهولاكو أفسد عليه الحال فسير يطلبه ليحمله رسالة أخرى وكان أسد الدين البختي أمير ماردين قد وصل إليه فرمان هولاكو فجهز قاصدا على فرس عريان يعرفه باطن القضية وأن لا يعود فلحقه على دنيسر فلم يعد واتصل بهولاكو وعلم السعيد أن التتار لا بد لهم من قصده فنقل ما كان في البلد من الذخائر إلى القلعة وجاء التتار ونزلوا على ماردين ووصل ابن قاضي خلاط برسالة هولاكو
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»