الحق الجلي والإقبال على المستغيث به بوجه وضي وخلق رضي وعزم ملي حتى ينصف المظلوم من ظالمه ويرشد الضال عن الصواب إلى معالمه ويبسط العدل في رعايانا ويجريهم على ما ألفوه من الأمن والمن من سجايانا لأن العدل يعمر البلاد والجور يدمر العباد والحاكم العادل خير من المطر الوابل والأسد إذا حطم خير من الوالي إذا ظلم وهو يعلم أمر هذه الدنيا وما إليه يؤول ويتحقق أنه الآن راع وكل راع مسؤول والشرع الشريف فليتقدم برفع مناره وتعظيم شعاره فإنه الحجة القوية والمحجة السوية فما شددنا السيف إلا لنصرة الشرع ولا نعتقد إلا أنه الأصل وبقية السياسات فرع والعسكر المنصور فهم منا بمرأى ومسمع وعنايتنا بهم تامة تمنحهم الخير والشر تمنع فليراع أحوالهم ويرعها ويتبع أصل أمورهم وفرعها إقطاع من مات منهم إلى رحمة الله تعالى لولده أو لقريبه وكبيرهم وصغيرهم معامل بتوقيره وتوفير نصيبه وليلزمهم بعمل الأيزاك المهمة والركوب في كل موكب والنزول في كل خدمة حتى يكونوا على أهبة لورود المهمات الشريفة والحركات التي هي بهم في كل وقت مطيفة والوصايا كثيرة وتقوى الله تعالى ملاك الأمور وفكاك الأعناق من الأوزار وشباك الأجور ولا يبرح من حرمها المنيع ولا يسرخ في شوى روضها المريع فإن من لازمها سعد دنيا وأخرى وحاز في الدارين منقبة وفخرا والله يزيده مما أولاه ويفيده الإعانة على ما ولاه والخط الشريف أعلاه الله تعالى أعلاه حجة في ثبوت العمل بما اقتضاه إن شاء الله تعالى ((إيرنجي التتري)) إيرنجي خال القان خربندا كان القان بو سعيد قد تبرم باستيلاء نائبه جوبان على الأمر واحتجاره عليه فتنفس إلى مقدمين يكرهون جوبان وهم إيرنجي هذا وقرمشي ودقماق فقالوا إن رسمت قتلناه واتفقوا على أن يبيتوه وذلك في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبع مائة ووافقهم أخو دقماق ومحمد هريرة ويوسف بكثا ويعقوب المسخرة فهيأ قرمشي دعوة ودعا جوبان فأجاب ونفذ له تقدمة سنية فقبلها فنصحه تتري فتحفظ في الهرب وترك خيامه وأقبل قرمشي في عشرة آلاف وسأل عن جوبان فقيل في مخيمه فهجم عليه وثار أجناد جوبان في السلاح والتحم القتال فقتل نحو ثلاث مائة ونهب قرمشي حواصل جوبان وساق في طلابه وهرب هو إلى مرند معه ولده حسن وابنان فأكرمه صاحب مرند وأمده بخيل ورجال وأتى تبريز فتلقاه علي شاه وزين البلد له وجاء في خدمته إلى بو سعيد وأثنى على جوبان وعلى شفقته وأنه والد ثم دخل جوبان وبيده كفن وهو باك وقال يا خوند قتلت رجالي ونهبت أموالي فإن كنت تريد قتلي فها أنا في تصرفك فتنصل السلطان وتبرأ مما جرى وقال له حاربهم فهؤلاء أعداؤنا قال فيساعدني السلطان فجهز له جيشا مع طاز بن النوين كتبغا ومع قراسنقر وركب السلطان مع خواصه مع العسكر
(١٥)