* سرى مسرى الصبا فعجبت منه * من الهجران كيف صبا إليا * * وكيف ألم بي من غير وعد * وفارقني ولم يعطف عليا * وأنشدني جمال الدين محمد بن نباتة شاعره قال أنشدني معز الدين محمود بن حماد الحموي كاتب السر بحماة لمخدومه السلطان الملك المؤيد ونحن بين يديه وهو أحسن ما سمعت في معناه من الكامل * أحسن به طرفا أفوت به القضا * إن رمته في مطلب أو مهرب) * (مثل الغزالة ما بدت في مشرق * إلا بدت أنوارها في المغرب * قال وأنشدني له هذا الموشح أيضا * أوقعني العمر في لعل وهل * يا ويح من قد مضى بهل ولعل * * والشيب واف وعنده نزلا * وفر منه الشباب وارتحلا * * ما أوقح الشيب الآتي * إذ حل لا عن مرضاتي * * قد أضعفتني الستون لازمني * وخانني نقص قوة الزمن * * لكن هوى القلب ليس ينتقص * وفيه مع ذا من حرصه غصص * * يهوى جميع اللذات * كما له من عادات * * يا عاذلي لا تطل ملامك لي * فإن سمعي ناء عن العذل * * وليس يجدي الملام والفند * في من صبابات عشقه عدد * * دعني أنا في صبواتي * أنت البري من زلاتي * * كم سرني الدهر غير مقتصر * بالكأس والغانيات والوتر * * يمرح في طيب عيشنا الرغد * طرفي وروحي وسائر الجسد * * ومن صفت لي خطراتي * وطاوعتني أوقاتي * * مضى رسولي إلى معذبتي * وعاد في بهجة مجددة * * وقال قالت تعال في عجل * لمنزلي قبل أن يجي رجلي * * واصعد وجز من طاقاتي * ولا تخف من جاراتي * قال ومن الغريب أن السلطان كان يقول ما أظن أني أستكمل من العمر ستين سنة فما في أهلي يعني بيت تقي الدين من استكملها وفي أوائل الستين من عمره قال هذا الموشح ومات في بقية السنة رحمه الله تعالى قلت وهذه الموشحة جيدة في بابها منيعة على طلابها وقد عارض بوزنها موشحة لابن سناء الملك رحمة الله تعالى أولها * عسى ويا قلما تفيد عسى * أرى لنفسي من الهوى نفسا *
(١٠٦)