مهيبا شجاعا حازما ناهضا بأعباء الملك عديم النظير عظيم السطوة هزم الله جيوش الكفر على يده سنة تسع عشرة وأباد ملوك دين الصليب ثم وثب عليه ابن عمه فقتله في ذي القعدة ثم قتل قاتله وأعوانه في يومهم وذلك سنة ست وعشرين وسبعمائة وتملك محمد ولده أعواما 3 (مهذب الدين الحموي الطبيب)) إسماعيل بن الفضل ابن أبي الفضل بن خلف بن عبد الله بن يعقوب الحكيم أبو الفضل مهذب الدين التنوخي الحموي الطبيب من كبار الأطباء بالقاهرة ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتوفي في صفر سنة إحدى وخمسين وستمائة)) 3 (أبو العتاهية)) إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة المعروف بأبي العتاهية مولده بعين التمر ونشأ بالكوفة وسكن بغداد وكان يبيع الجرار واشتهر بمحبة عتبة جارية المهدي وأكثر تشبيبه وتشبيهه فيها فمن ذلك قوله من الكامل * أعلمت عتبة أنني * منها على شرف مطل * * وشكوت ما ألقى إلي * ها والمدامع تستهل * * حتى إذا برمت بما * أشكو كما يشكو الأقل * * قالت فأي الناس يع * لم ما تقول فقلت كل * واستأذن أن يهدي إلى المهدي في النيروز والمهرجان فأذن له فأهدى في أحدهما برنية ضخمة فيها ثوب ناعم مطيب وكتب في حواشيه من السريع * نفسي بشيء من الدنيا معلقة * الله والقائم المهدي يكفيها * * إني لأيأس منها ثم يطمعني * فيها احتقارك بالدنيا وما فيها * فهم بدفع عتبة إليه فجزعت وقالت يا أمير المؤمنين حرمتي وخدمتي أفتدفعني إلى رجل قبيح المنظر بائع جرار متكسب بالشعر فأعفاها وقال املأوا له البرنية مالا فقال للكتاب أمر لي بدنانير فقالوا ما ندفع ذلك إليك ولكن إن شئت أعطيناك دراهم إلا أن يفصح بما
(١١١)