الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٨٦
* وقد كنت جاريت تلك الجفون * إلى الموت بين المنى والعلل * ومنه قوله وهي طويلة يرثي بها ابن اليناقي وقد قتل غيلة * خذا حدثاني عن فل وفلان * لعلي أرى باق على الحدثان * * وعن دول جسن الديار وأهلها * فنين وصرف الدهر ليس بفان * * وعن هرمي مصر الغداة أمتعا * بشرخ شباب أم هما هرمان * * وعن نخلتي حلوان كيف تناءتا * ولم يطويا كشحا على شنآن) * (وطال ثواء الفرقدين بغبطة * أما علما أن سوف يفترقان * * وزايل بين الشعريين تصرف * من الدهر لا وان ولا متوان * * فإن تذهب الشعرى العبور لشأنها * فإن الغميصا في بقية شان * * وجن سهيل بالثريا جنونه * ولكن سلاه كيف يلتقيان * * وهيهات من جور القضاء وعدله * شآمية ألوت بدين يمان * * فأزمع عنها آخر الدهر سلوة * على طمع خلاه للدبران * * وأعلن صرف الدهر لابني نويرة * بيوم تناء غال كل تدان * * وكانا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر لو لم ينصرم لأوان * * فهان دم بين الدكادك واللوى * وما كان في أمثالها بمهان * * وضاعت دموع بات يبعثها الأسى * يهيجها قبر بكل مكان * * ومال على عبس وذبيان ميلة * فأودى بمجني عليه وجان * * فعوجا على جفر الهباءة فاعجبا * لضيعة أعلاق هناك ثمان * * دماء جرت منها التلاع بمثلها * ولا ذحل إلا أن جرى فرسان * * وأيم حرب لا ينادى وليدها * أهاب بها في الحي يوم رهان * * فآب الربيع والبلاد تهره * ولا مثل مود من وراء عمان * * وأنحى على ابني وائل فتهاصرا * غصون الردى من كزة ولدان * * تعاطى كليب فاستمر بطعنة * أقامت لها الأبطال سوق طعان * * وبات عدي بالذنائب يصطلي * بنار وغى ليست بذات دخان * * فدلت رقاب من رجال أغرة * إليهم تناهى عز كل زمان *
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»