الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٥
((بسم الله الرحمن الرحيم)) ((رب أعن)) 3 (أبو نصر القادسي)) أحمد بن الطيب بن خلف أبو نصر القادسي من قادسية سر من رأى سمع الحسين بن محمد الرشنائي وحدث باليسير وروى عنه محمد بن أحمد المطيري 3 (أبو العباس السرخسي المتفلسف)) أحمد بن الطيب السرخسي يعرف بابن الفرانقي أحد العلماء الفهماء الفصحاء البلغاء المتقنين له في علم الأثر باع طويل وفي علوم الحكماء ذهن ثاقب وهو تلميذ الكندي له في كل فن تصانيف ومجاميع وكان أحد ندماء المعتضد المختصين به فأنكر منه بعض شأنه فأذاقه حمامه وكان قد ولي الحسبة يوم الاثنين والمواريث يوم الثلاثاء وسوق الرقيق يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر رجب سنة اثنتين وثمانين ومائتين وفي يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين غضب عليه المعتضد وضرب مائة سوط وحول إلى المطبق وفي سنة ست وثمانين مات قيل إنه دعا الخليفة المعتضد إلى الإلحاد فقال له يا هذا أنا ابن عم صاحب هذه الشريعة وأنا الآن منتصب منصبه فألحد حتى أكون من قال المعتضد كان قال لي أحمد بن الطيب إن الخلفاء لا تغضب وإذا غضبت لم ترض فعاملته بذلك وقال له لك سالف خدمة فاختر أي قتلة تحب أن أقتلك قال أختار أن تطعمني اللحم المكبب وتسقيني الشراب العتيق حتى أسكر وتفصدني في يدي ففعل به ذلك وظن أحمد أن دمه إذا انقطع مات في الحال بغير ألم فانعكس عليه ذلك فنزف دمه وبقي معه بقية وغلبت عليه الصفراء وصار كالمجنون يضرب برأسه الحيطان ويصيح ويستغيث لفرط الألم ويعدو في محبسه ساعات كثيرة فبلغ ذلك المعتضد فقال هو الذي اختار هذا وكان لأحمد مجلس يجتمع إليه الناس ويبحثون معه فسأله يوما المعتضد عما جرى له في ذلك المجلس فقال يا أمير المؤمنين مر بي فيه اليوم أمر ظريف دخل إلي في جملة الناس
(٥)
الذهاب إلى صفحة: 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»