* وقد رابه لمح من الليل في الدجى * كما لاح وسم الشيب في الشعر الجعد * * رأى أدمعي حمرا وشيبي ناصعا * وفرط نحولي واصفراري على خدي * * فود لو أني عقده أو وشاحه * وإن لم يطق حمل الوشاح ولا العقد * * ألم فأعداني ضناه وسهده * وقد كان هذا الشوق أولى بأن يعدي * * وولى فلا تسأل بحالي بعده * ولكن سل الأيام عن حاله بعدي * * تفاوت قومي في الحظوظ وسبلها * فمكد على حرص ومثر على زهد) * (وأما أنا والحضرمي فإننا * قسمنا المعالي بين غور إلى نجد * * فأبت أنا بالشعر أحمي لواءه * وآب ابن عيسى بالسيادة والمجد * * فتى لا يبالي فوز من فاز بالعلى * إذا امتلأت كفا يديه من الحمد * ومنه قوله وبديع الأوصاف كالشمس كالدمية كالغصن كالقنا كالريم * سكري اللمى وضيء المحيا * يستخف النفوس قبل الجسوم * * متهد إلى الحلوم بلحظ * ربما كان ضلة للحلوم * * ما يبالي من بات يلهو به إن * لم ينل ملك فارس والروم * قمت أسقيه من لمى ثغره العذب على صحن خده المرقوم بين ليل كخضرة الروض في اللون وصبح كعرفه في الشميم وكأن النجوم في غبش الصبح وقد لفها فرادى بتوم أعين العاشقين أدهشها البين فأغضت بين الضنى والوجوم ومنه * أما والهوى وهو إحدى الملل * لقد مال قدك حتى اعتدل * * وأشرق وجهك للعاذلات * حتى رأت كيف يعصى العذل * * ولم أر أفتك من مقلتيه * على أن لي خبرة بالمقل * * كحلتهما بهوى قاتل * وقلت الردى حيلة في الكحل * * وإني وإن كنت ذا غفلة * لأعلم كيف تكون الحيل * * ولست أسائل عينيك بي * ولكن بعهد الرضى ما فعل *
(٨٥)