سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنون بن أسحم بن النعمان ويقال له ساطع الجمال بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وتيم الله مجتمع تنوخ المعري التنوخي من أهل معرة النعمان المشهور صاحب التصانيف المشهورة كان عجبا في الذكاء المفرط والحافظة قال أبو سعد السمعاني في كتاب النسب ذكر تلميذه أبو زكرياء التبريزي أنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان بين يدي أبي العلاء يقرأ شيئا من تصانيفه قال وكنت قد أقمت عنده سنين ولم أر أحدا من أهل بلدي فدخل المسجد مغافصة بعض جيراننا للصلاة فرأيته وعرفته فتغيرت من الفرح فقال لي أبو العلاء أيش أصابك فحكيت له أني رأيت جارا لي بعد أن ألق أحدا من أهل بلدي سنين فقال لي قم فكلمه فقلت حتى أتمم السبق فقال لي قم أنا أنتظر لك فقمت وكلمته بلسان الأذربية شيئا كثيرا إلى أن سألت عن كل ما أردت فلما رجعت وقعدت بين يديه قال لي أي لسان هذا قلت هذا لسان أذربيجان فقال لي ما عرفت اللسان ولا فهمته غير أني حفظت ما قلتما ثم أعاد علي اللفظ بعينه من غير أن ينقص منه أو يزيد عليه جميع ما قلت وقال جاري فتعجبت غاية التعجب كيف حفظ ما لم يفهمه قلت وهذا معجز فإنه بلغنا عن جماعة من الحفاظ وما يحكى عن البديع الهمذاني والأنباري وغير هؤلاء وهو أمر قريب من الإمكان لأن حفظ ما يفهمه الإنسان ويعرف تراكيبه أو مفرداته سهل وأما أنه يحفظ ما لم يسمعه ولا يعلم له مفردا ولا مركبا وهو أقل ما يكون أربعمائة سطر من سؤال غائب عن أهل بلده سنين وجوابه وللناس حكايات يضعونها في عجائب ذكائه وهي مشهورة أظنها مستحيلة وكان اطلاعه على اللغة وشواهدها أمرا باهرا ولد يوم الجمعة عند مغيب الشمس لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاث مائة بالمعرة وتوفي ليلة الجمعة ثالث وقيل ثاني شهر ربيع الأول وقيل ثالث عشرة سنة تسع وأربعين وأربع مائة وجدر من السنة الثالثة من عمره فعمي منه وكان يقول لا أعرف من
(٦٣)