الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٦٧
بالتعطيل والاستخفاف بالنبوات ويحتمل أنه ارعوى وتاب بعد ذلك كله وحكي لي عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله أنه قال في حقه هو جوهرة جاءت إلى الوجود وذهبت وسألت الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس فقلت له ما كان رأي الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في أبي العلاء فقال كان يقول هو في حيرة قلت وهذا أحسن ما يقال في أمره لأنه قال في داليته التي في سقط الزند * خلق الناس للبقاء فصلت * أمة يحسبونهم للنفاد * إنما ينقلون من دار أعمال إلى دار شقوة أو رشاد ثم قال في لزوم ما لا يلزم * ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة * وحق لسكان البسيطة أن يبكوا * * تحطمنا الأيام حتى كأننا * زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك * وهذه الأشياء كثيرة في كلامه وهو تناقض منه وإلى الله ترجع الأمور ومكث مدة خمس وأربعين سنة لا يأكل اللحم تدينا ولا ما تولد من الحيوان رحمة للحيوان وخوفا من إزهاق النفوس قال ابن الجوزي وكان يمكنه أن لا يذبح رحمة فأما ما ذبحه غيره فأي رحمة بقيت انتهى ولقيه رجل فقال له لم لا تأكل اللحم فقال أرحم الحيوان قال له فما تقول في السباع التي لا طعام لها إلا لحوم الحيوان فإن كان لذلك خالق فما أنت بأرأف منه وإن كانت الطباع المحدثة لذلك فما أنت بأحذق منها ولا أتقن فسكت ولما مات رثاه علي بن همام فقال من قصيدة طويلة * إن كنت لم ترق الدماء زهادة * فلقد أرقت اليوم من عيني دما * * سيرت ذكرك في البلاد كأنه * مسك فسامعة يضمخ أو فما * * وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة * ذكراك أوجب فدية من أحرما * ولما وقف داعي الدعاة أبو نصر هبة الله بن موسى أبي عمران بمصر على قوله * غدوت مريض العقل والرأي فألقني * لتخبر أنباء العقول الصحائح * * فلا تأكلن ما أخرج الماء ظالما * ولا تبغ قوتا من غريض الذبائح * * ولا تفجعن الطير وهي غوافل * بما وضعت فالظلم شر القبائح *
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»