وكان فقيها شاعرا ولذلك قال * أنا أفقه الشعراء غير مدافع * في العصر لا بل أشعر الفقهاء * وقدم بغداذ مرات ومدح الإمام المستظهر وسديد الدين ابن الأنباري والعزيز عم العماد الكاتب ومن شعره وهو غريب * رثى لي وقد ساويته في نحوله * خيالي لما لم يكن لي راحم * * فدلس بي حتى طرقت مكانه * وأوهمت إلفي أنه بي حالم * * وبتنا ولم يشعر بنا الناس ليلة * أنا ساهر في جفنه وهو نائم * ومنه والثاني منه يقرأ مقلوبا * أحب المرء ظاهره جميل * لصاحبه وباطنه سليم * * مودته تدوم لكل هول * وهل كل مودته تدوم * ومن قصائده الطنانة * سهام نواظر تصمي الرمايا * وهن من الحواجب في حنايا * * ومن عجب سهام لم تفارق * حناياها وقد أصمت حشايا * * نهيتك أن تناضلها فإني * رميت فلم يصب سهمي سوايا * * جعلت طليعتي طرفي سفاها * فدل على مقاتلي الخفايا * * وهل يحمى حريم من عدو * إذا ما الجيش خانته الرمايا * * ويوم عرضت جيش الصبر حتى * أشن به على وجدي سرايا * * هززن من القدود لنا رماحا * فخلينا القلوب لها درايا * * وأبكى العين شتى من عيون * فكان سوى مدامعي البكايا) * (ولي نفس إذا ما امتد شوقا * أطار القلب من حرق شظايا * * ودمع ينصر الواشين ظلما * ويظهر من سرائري الخبايا * * ومحتكم على العشاق جورا * وأين من الدمى عدل القضايا * * يريك بوجنتيه الورد غضا * ونور الأقحوان من الثنايا * * تأمل منه تحت الصدغ خالا * لتلعم كم خبايا في الزوايا * * ولا تلم المتيم في هواه * فلوم العاشقين من الخطايا * * خطبت وصاله الممنوع حتى * أثرت به على قلبي بلايا *
(٢٤٤)