الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٠
ذكره الثعالبي في اليتيمة وله شعر كثير النكت والملح من ذلك قوله * هي حالان شدة ورخاء * وسجالان نعمة وبلاء * * والفتى الحازم اللبيب إذا ما * خانه الدهر لم يخنه العزاء * * إن ألمت ملمة بي فإني * في الملمات صخرة صماء * صابر في البلاء طب بأن ليس على أهله يدوم البلاء والتداني يتلو التنائي والإقتار يرجى من بعده الإثراء وأخو المال ما له منه في دنياه إلا مذمة أو ثناء وإذا ما الرجاء أسقط بين الناس فالناس كلهم أكفاء وقوله كل من لم يعدك في حالة السقم تمنى لك الردى والهلاكا * حذرا أن يراك يوما صحيحا * في طريق فيسحتي أن يراكا *) سوف تبرا ويمرضون وتجفوهم فإن عاتبوا فقل ذا بذاكا 3 (أحمد بن محمد بن ثوابة)) 3 (بن خالد الكاتب أبو العباس)) كان من جلة الكتاب وأعيانهم له الرسائل الحسنة والنظم الجيد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وأبو عبد الله بن أبي عوف البزوري والمبرد وغيرهم طلب كاتبا يوقع بين يديه فجيء بفتى فكتب بين يديه فقال أرني ما كتبت فأراه فقال الوجه صبيح والخط ملحي غير أنك تقصر الممدود وهو أقربها وتمد المقصور وهو أبعدها وتصل مقطوعا وتقطع موصولا فالق علبنا أو مبردنا ليسكنا ميدك ويقيما أودك وليكن منك عودة إلينا تجد ما ترغب إليه لدينا فقال الفتى أو غير هذا أعزك الله قال هاته إن كان لك حرفا ووثب فخرج فاستكتبه إبراهيم بن المدبر ووصله وقال هذا لجوابك لابن ثوابة قال أبو عبد الله بن أبي عوف البزوري دخلت على ابن ثوابة وكان محبوسا فقال لي أتحفظ عني قلت نعم فقال * عواقب مكروه الأمور خيار * وأيام شيء لا يدوم قصار * * وليس بباق بؤسها ونعيمها * إذا كر ليل ثم كر نهار * ويقال إن جده يونس كان حجاما يعرف بلبابة وقيل أمهم اسمها لبابة وأصلهم نصارى وكان أبو العباس من الثقلاء البغضاء وله كلام مدون مستهجن مستثقل منه علي بماء ورد لأغسل فمي من كلام الحاجم ومنه لما رأى أمير المؤمنين الناس تدرأسوا وتدقلموا وتدبسقوا وتذوزروا تدسفن وله من المصنفات كتاب رسائله المجموعة رسالة في الخط والكتابة وأخوه جعفر
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»