الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٠٣
* لك في الحشا قبر وإن لم تأوه * ومن الدموع روائح وغوادي * * ما مات من جعل الزمان لسانه * يتلو مناقب عوادا وبوادي * * صفح الثرى عن حر وجهك أنه * مغري بطي محاسن الأمجاد * * وتماسكت تلك البنان فطالما * عبث البلى بأنامل الأجواد * * وسقاك فضلك إنه أروى حيا * من رائح متعرض أو غادي * * جدث على أن لا نبات بأرضه * وقفت عليه مطالب الوراد * وهي طويلة فوق الثمانين وقد عتب على الشريف الرضي كونه رثاه بمثل ذلك فقال إنما رثيت فضله لا دينه ويقال إنه أنشدها يوما فقال أولها أرأيت من حملوا على الأعواد فقال بعض الحاضرين كلب بن كلب ويقال إنه لما زار قبره نزل عن مركوبه أول ما وقع عليه) وبينه وبين الصابئ مراجعات ومكاتبات وكان الصابئ كبير القدر في أيام مخدومه وله محل كبير في الصدور وكان الصاحب ابن عباد يقول ما بقي لي أمل إلا أنني أداخل العراق وأستكتب أبا إسحاق الصابئ وهذا دليل على عظمة الصابئ من شعره * وقد ظمئت عيني التي أنت نورها * إلى نظرة من وجهك المتألق * * فيا فرحتا إن ألقه قبل ميتتي * ويا حسرتا إن مت من قبل نلتقي * ومنه أيضا * جرت الجفون دما وكأسي في يدي * شوقا إلى من لج في هجراني * * فتخالف الفعلان شارب قهوة * يبكي وقد يتشاكل اللونان * * فكأن ما في الجفن من كأسي جرى * وكأن ما في الكأس من أجفاني * ومنه أيضا * أقول وقد جردتها من ثيابها * وعانقتها كالبدر في ليلة التم * * وقد آلمت صدري لشدة ضمها * لقد جبرت قلبي وإن وهنت عظمي * ومنه أيضا * فديت من لاحظني طرفها * من خيفة الناس بتسليمته * * لما رأت بدر الدجى تائها * وغاظها ذلك من شيمته * * سرت له البرقع من وجهها * فردت البدر إلى قيمته * ومنه وقد عبت على بعض ولده * أرضى عن ابني إذا ما عقني حدبا * عليه أن يغضب الرحمن من غضبي * * ولست أدري لم استحققت من ولدي * إقذاء عينين وقد أقررت عين أبي *
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»