الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٠٢
مبعدا حتى توفي سنة أربع وثمانين وثلاث مائة وقيل الثمانين ببغداذ ودفن بالشونيزية ورثاه الشريف الرضي بقصيدته المشهورة التي أولها * أرأيت من حملوا على الأعواد * أرأيت كيف خبا ضياء النادي * * جبل هوى لو خر في البحر اغتدى * من وقعه متتابع الإزباد * * ما كنت أعلم قبل حطك في الثرى * أن الثرى يعلو على الأطواد * ومنها * كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت * تلك الفجاج وضل ذاك الهادي * * لو كنت تفدى لافتدتك فوارس * مطروا بعارض كل يوم طراد * * أعزز علي بأن أراك وقد خلت * من جانبيك مقاعد العواد * * أعزز علي بأن نزلت بمنزل * متشابه الأوغاد والأمجاد) * (عمري علي بأن نزلت بمنزل * متشابه الأوغاد والأمجاد * * قد كنت أهوى أن أشاطرك الردى * لكن أراد الله غير مرادي * * من للبلاغة والفصاحة إن همى * ذاك الغمام وعب ذاك الوادي * * فقر بها تمسي الملوك فقيرة * أبدا إلى مدى لها ومعاد * * وتكون سوطا للحرون إذا ونى * وعنان عنق الجامح المتمادي * * ترقي وتلدغ في القلوب وإن تشا * حط النجوم بها من الأبعاد * * أما الدموع عليك غير بخيلة * والقلب بالسلوان غير جواد * * سودت ما بين الفضاء وناظري * وغسلت من عيني كل سواد * * قل للنوائب عددي أيامه * يغني عن التعديد بالتعداد * * يا ليت أني ما اقتنيتك صاحبا * كم قنية جلبت أسى لفؤاد * * ويقول من لم يدر كنهك إنهم * نقصوا به من جملة الأعداد * * هيهات أدرج بين برديك الردى * رجل الرجال وأوحد الآحاد * * ما مطعم الدنيا بحلو بعده * ابدا ولا ماء الحيا ببراد * * الفضل ناسب بيننا إذ لم يكن * شرفي مناسبه ولا ميلادي * * ليس التنافث بيننا بمعاود * أبدا وليس زمانه بمعاد * * ضاقت علي الأرض بعدك كلها * وترك أضيقها علي بلادي *
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»