الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٧٨
في شهر رمضان فاحتبسه فلما كان نصف النهار سرق من الدار رغيفا ودخل المستراح وجلس على) المقعدة يأكل واتفق أن دخل أبي فرآه فاستعظم ذلك وقال ما هذا قال أفت لبنات وردان ما يأكلون فقد رحمتهم من الجوع وقال أبو الحسن أحمد بن يوسف التنوخي حدثني أبو علي ابن الأعرابي الشاعر قال كنت في دعوة جحظة فأكلت وجلسنا نشرب وهو يني إذ دخل رجل فقدم إليه جحظة زلة كان زلها من طعامه ونحن نأكل وكان بخيلا على الطعام وكأن الرجل كان طاويا فأتى على الزلة ورفع الطيفورية فارغة وجحظة يزرقه ونحن نلمح جحظة ونضحك فلما فرغ قال له جحظة تلعب معي بالنرد قال نعم فوضعاه بينهما ولعبا فتوالى الغلب على جحظة فأخرج جحظة رأسه من قبة الخيش ورفعه إلى السماء وقال كأنه يخاطب الله تعالى وإني ستحق هذا لأني أشبعت من أجعته وحدث جحظة في أماليه قال كنت أشرب عند بعض إخواني في ناعورة ثابت الرصاصي في يوم مطر ومعنا شيخ خضيب حشن البزة متصدر فتجارينا ذكر المطر وما جاء فيه من الخبر فقال ذلك الشيخ حدثونا يا سيدي عن النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه با بكر وبا حفص وعلى النبيين السريين منكر ونكير وعلى عمر ابن العاص قاتل الكفار يوم غدير خم وصاح براية النبي يوم القطائف يريد يوم الطائف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومحا ملك يتبحا حتى يضحا في موضحا ثم يصعد ويدحا فقلت يا شيخ فالقطر يقع من الكنيف فالملك ينزل معه قال نعم يا سيدي فيهم ما في الناس من الدناءة والخسة قلت يريد ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يتبعها حتى يضعها في موضعها ثم يصعد ويدعها فأبدل العين حاء مهملة ومن شعره * لي صديق مغرى بقربي وشدوي * وله عند ذلك وجه صفيق * * قوله إن شدوت أحسنت زدني * وبأحسنت لا يباع الدقيق * وقال جحظة * ومن كلفي إياه أمطر ناظري * إذا هو أبدي من ثناياه لي برقا * * كأن دموعي تبصر الوصل هاربا * فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا * وقال * إذا ما ظمئت إلى ريقه * جعلت المدامة منه بديلا * * وأين المدامة من ريقه * ولكن أعلل قلبي قليلا *) وقال * أقول لها والصبح قد لاح ضوءه * كما لاح ضوء البارق المتألق * * شبيهك قد وافى وآن افتراقنا * فهل لك في صوت وكأس مروق * * فقلت شفائي في الذي قد ذكرته * وإن كنت قد نغصته بالتفرق * وقال
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»