الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ١٥٧
فكتبت أنا الجواب إليه * جلت الأرض بعد يبس وقحط * من بكاء الغمام وجها جميلا * * وتثني القضيب فيها رطيبا * وتمشي النسيم فيها عليلا * * هكذا كل بلدة أنت فيها * يجعل الغيث في حماها مسيلا * فكتب هو الجواب إلي * أوضح الله للبيان سبيلا * بك يا أقوم المجيدين قيلا * * إن تثنى القضيب في الروض عجبا * أو تبدي نضاره مستطيلا * * فبأقلامك المباهاة فخرا * كل غصن رطب وحدا صقيلا * * ولئن زدت في ثنائي إني * شاكر فضلك الجزيل طويلا * وكتب هو إلي أيضا * ليلة المرج خلتها ألف شهر * زلزلت أرضنا من الرعد عصرا * * خامنا فيه كاد لولا رجال * أمسكوه ينشق شفعا ووترا * * ويكاد العمود من شدة الري * ح به أن ينحط وهنا وكسرا * فكتبت أنا الجواب إليه * لم تزلزل أرض بها أنت لكن * رنحت عطفها بفضلك شكرا * * وكذاك الأطناب تثني وتدعو * لك من تحتها فتهتز سكرا * * وعجيب من العواميد إذ لم * تمس أوراقها بجودك خضرا * فكتب الجواب هو إلي * يا إماما له الفضائل تعزى * وبليغا قولا ونظما ونثرا * * إن تفضلت بالثناء فإني * بأياديك ما برحت مقرا * * إن أمنا الزلزال فهو يقينا * رحمة تقتضي قياما وشكرا) * (أنت للأرض طود فضل عظيم * منعها تهتز طوعا وقسرا * * دمت في نعمة وفضل ومجد * دائم ترتقي وهنيت عشرا * وكنت مرة في خدمته ونحن على ضمير فاشتد علينا الحر وزاد فكتبت إليه * رب يوم على ضمير تقضى * فقطعناه في عنا وبلاء * * يتمنى الحرباء من شدة ألح * ر لو انساب ضفدعا في الماء * فكتب هو الجواب إلي
(١٥٧)
مفاتيح البحث: البكاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»