على ذلك ولم يفهمها إلا رجل واحد وكان علي رضي الله عنه قال لحجر هذا كيف بك إذا قمت مقاما تؤمر فيه بلعنتي قال أويكون ذلك قال نعم سبني ولا تتبرأ مني وكان عمر بن عبد العزيز بن حيان بالحجاز والوليد بالشام وقرة بن شريك بمصر امتلأت بلاد الله جورا وقدم محمد من اليمن بهدايا عظيمة فأرسلت أم البنين إلى محمد أن أرسل إلي بالهدية فقال لا حتى يراها أمير المؤمنين فغضبت ورآها الوليد فبعث بها إليها فقالت لا حاجة لي بها فقد غصبها من أموال الناس وأخذها ظلما فسأله الوليد فقال معاذ الله فأحلفه بين الركن والمقام خمسين يمينا أنه ما ظلم أحدا ولا غصبه فأخذها الوليد وبعث بها إلى أم البنين ورجع محمد إلى اليمن فأصابه داء فتقطعت أمعاؤه وأعضاؤه ومات 3 (عروس الزهاد)) محمد بن يوسف بن معدان الأصبهاني الملقب بعروس الزهاد وهو من أجداد الحافظ أبي نعيم توفي سنة أربع وثمانين ومائة 3 (الفريابي)) محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي ولد سنة عشرين ومائة كان عالما زاهدا ورعا من الطبقة السادسة قال رأيت في المنام أني دخلت كرما فيه عنب فأكلت من عنبه كله إلا الأبيض فقصصت رؤياي على سفيان الثوري فقال تصيب من العلوم كلها إلا الفرائض فإنها جوهر العلم كما أن العنب الأبيض جوهر العنب وكان كما قال روى عن الثوري وغيره) وروى عنه الإمام أحمد وغيره قال البخاري كان الفريابي من أفضل أهل زمانه وكان ثقة صدوقا مجاب الدعوة توفي سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ومائتين 3 (ابن الطباع المحدث)) محمد بن يوسف بن عيسى أبو بكر ابن الطباع قدم سر من رأى فنزل في البغويين فاجتمع الناس والمحدثون إليه فسمع محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء فقال ما هذا قالوا كلام المحدثين عند ابن الطباع فكتب إليه يطلبه فكتب إليه أما بعد فأكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزا وفي الآخرة حرزا لم أتخلف عنك صيانة بل ديانة لأن العلم يؤتى ولا يأتي فلما قرأها محمد قال صدق ثم صار إليه هو وبنوه فحدثه عامة الليل ثم قام محمد وانصرف وقال لحاجبه سله ما يريد فقال ابن الطباع قل له يبعث لنا ما نتغطى به من البرد فأرسل إليه بمطرف خز يساوي خمس مائة دينار توفي سنة سبع وسبعين ومائتين
(١٥٩)