وخمس ماية ودفن في الجبل وقبره هناك يزار وولادته يوم عاشوراء سنة خمس وثمانين وأربعماية وأول ظهوره ودعايه إلى هذا الأمر سنة أربع عشر وخمس ماية وكان ربعة قضيف البدن أسمرعظيم الهامة حديد النظر قال صاحب المغرب في أخبار أهل المغرب في حقه * آثاره تنبك عن أخباره * حتى كأنك بالعيون تراه * وكان قوته من غزل أخته رغيفا في كل يوم بقليل سمن أو زيت ولم ينتقل عن هذا حين كثرت عليه الدنيا ورأى أصحابه يوما وقد مالت نفوسهم إلى ما غنموه فأمر بضم ذلك جميعه وأحرقه بالنار وقال من كان يتبعني للدنيا فما له عندي إلا ما رأى ومن كان يتبعني للآخرة فجزاؤه عند الله وكان كثيرا ما ينشد * تجرد من الدنيا فإنك إنما * خرجت إلى الدنيا وأنت مجرد * وكان يتمثل بقول أبي الطيب * إذا غامرت في شرف مروم * فلا تقنع بما دون النجوم * * فطعم الموت في أمر حقير * كطعم الموت في أمر عظيم * وبما ناسبه من شعره في هذه المادة ومات لم يفتح شيئا من البلاد وإنما قرر القواعد ورتب الأحوال ووطدها وكانت الفتوحات على يد عبد المؤمن كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى في حرف العين الحزنبل محمد بن عبد الله بن عاصم التميمي الملقب بالحزنبل أبو عبد أحد رواة الأخبار والنسابين والثقات روى عن ابن السكيت كتاب سرقات الشعر وهو كثير الرواية عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني ذكره محمد بن إسحاق وله كتاب الخمر واسمايها وهو الذي يقول في أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقد مدحه فتواني عن صلته * لا تقبلن المدح ثم تعوقه * فتنام والشعراء غير نيام * * واعلم بأنهم إذا لم ينعفوا * حكموا لأنفسهم على الحكام * ومدح المعتمد وأخاه الموفق أبو الخير المروزي محمد بن عبد الله الضرير المروزي أبو الخير كان فقيها فاضلا أديبا لغويا تفقه على القفال وبرع في الفقه واشتهر بالأدب والنحو واللغة وصنف فيها وتوفي سنة) ثلث وعشرين وأربع ماية قال السمعاني في كتاب مرو كان من أصحاب الرأي
(٢٦٤)