الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٦
الإمام أبو بكر ابن العربي المعافري الأندلسي الإشبيلي الحافظ أحد الأعلام ولد سنة ثمان وستين رحل مع والده إلى الشرق وصحب الشاشي والغزالي ورأى غيرهما من العلماء والأدباء وكذلك لقي بمصر) والإسكندرية جماعة من الأشياخ وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع ثاقب الذهن في تمييز الصواب نافذا في جميعها ودخل إلى الغرب بعلم جم لم يدخل به غيره واستقضي ببلده وانتفع به أهلها لأنه كانت له رهبة على الخصوم وسورة على الظلمة ومن تصانيفه كتاب عارضة الأحوذي في شرح الترمذي والتفسير في خمس مجلدات وغير ذلك في الحديث والأصول والفقه وكان أبوه من وزراء الغرب وكان فصيحا شاعرا وتوفى والده بمصر منصرفا عن الشرق سنة ثلث وتسعين وأربع ماية وتوفي أبو بكر صاحب الترجمة بمدينة فاس سنة ثلث وأربعين وخمس ماية الحراني المعدل محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد المعدل أبو عبد الله الحراني ثم البغداذي سمع جماعة وروى عنه ابن الجوزي جمع كتابا سماه روضة الأدباء وله شعر وهو آخر من مات من عدول القاضي أبي الحسن ابن الدامغاني توفى سنة ستين وخمس ماية أفضل الدولة طبيب نور الدين محمد بن عبد الله بن مظفر الباهلي الأندلسي ثم الدمشقي أبو المجد بن أبي الحكم رئيس الأطباء بدمشق الملقب أفضل الدولة طبيب نور الدين الشهيد كان يقدمه ويرى له ورد إليه أمر الطب بمارستانه بدمشق ولم يذكره ابن أبي أصيبعة وكان بارعا في الطب يعرف الهندسة ويجيد اللعب بالعود وصنع له أرغنا وبالغ في تحريره وكان يعرف الموسيقى توفى سنة سبعين وخمس ماية أو ما قبلها القاضي كمال الدين الشهرزوري محمد بن عبد الله بن القسم بن المظفر بن علي قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل ابن أبي محمد الشهرزوري ثم الموصلي الفقيه الشافعي ويعرفون قديما ببني الخراساني تفقه ببغداد على أسعد الميهني وسمع الحديث من نور الهدى أبي طالب الزينبي وولي قضاء بلده وكان يتردد إلى بغداد وخراسان رسولا من أتابك زنجي ثم إنه وفد على نور الدين فبالغ في إكرامه وجهزه رسولا من حلب إلى الديوان العزيز وبنى بالموصل مدرسة وبمدينة النبي صلى الله عليه وسلم رباطا وولاه نور الدين قضاء دمشق ونظر الأوقاف ونظر أموال السلطان وغير ذلك فاستناب ابنه أبا حامد بحلب وابن أخيه القسم بحماة وابن أخيه الآخر في قضاء حمص وحدث بالشام وبغداد وكان يتكلم في الأصول كلاما حسنا وكان أديبا شاعرا طريفا فكه المجلس أقره صلاح الدين على ما كان عليه وتوفى سنة اثنتين) وسبعين وخمس ماية ودفن بجبل قاسيون ومولده سنة اثنتين وتسعين وأربع ماية ومن شعره قوله
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»