والخلافة وكان منحرفا عن معاوية غاليا فيه وفي أهل بيته يتظاهر به ولا يعتذر منه قال وسمعت أبا الفتح سمكويه الأصبهاني بهراة يقول سمعت عبد الواحد المليحي يقول سمعت أبا عبد الرحمن السلمى يقول دخلت على الحاكم أبي عبد الله وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من جهة أصحاب أبي عبد الله بن كرام وذلك أنهم كسروا منبره ومنعوه من الخروج فقلت له لو خرجت وأمليت في فضايل هذا الرجل حديثا لاسترحت من هذه المحنة فقال لا يجيئ من قلبي لا يجيء من قلبي لا يجئ منقلبي قال ابن طاهر ومن بحث عن تصانيفه رأى فيها العجايب من هذا المعنى خاصة الكتاب الذي صنفه وسماه فيما زعم المستدرك على الصحيحين لعل أكثره إنما قصد به ثلب أقوام ومدح أقوام وقال أبو سعدالماليني طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره فلم أر فيه حديثا على شرطهما ابن أبي زمنين محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري الإمام أبو عبد الله الإلبيري المعروف بابن أبي زمنين بفتح الزاي والميم وكسر النون نزيل قرطبة سمع وروى كان عارفا بمذهب مالك متفننا في الأدب والشعر مقتفيا لآثار السلف له المقرب في اختصار المدونة ليس في مختصراتها مثله ومنتخب الأحكام الذي سار في الآفاق والوثايق والمذهب في الفقه ومختصر تفسير ابن سلام وحياة القلوب في الزهد وأنس المريدين والنصايح المنظومة شعره وأدب الإسلام وأصول السنة توفي سنة أربع ماية أو ما قبلها المسعودي الشافعي محمد بن عبد الله بن مسعود بن أحمد المسعودي الفقيه الشافعي إمام فاضل مبرز من أهل مرو تفقه على أبي بكر القفال المروزي وشرح مختصر المزني وأحسن) فيه وروى قليلا من الحديث عن أستاذه القفال وحكى الغزالي عنه في كتاب الوسيط في الإيمان في الباب الثلث فيما يقع به الحنث مسألة لطيفة فقال فرع لو حلف لا يأكل بيضا ثم انتهى إلى رجل فقال والله لآكلن ما في كمك فإذا هو بيض فقد سئل القفال عن هذه المسألة وهو على الكرسي فلم يحضر الجواب فقال المسعودي تلميذه يتخذ منه الناطف ويأكله فيكون قد أكل ما في كمه ولم يأكل البيض فاستحسن ذلك منه توفي في سنة نيف وعشرين وأربع ماية ونسبته إلى جده ابن أبي عباية محمد بن عبد الله بن أبان بن قريش أبو بكر الهيتي المعروف بابن أبي عباية كانت أصوله كثيرة الخطأ إلا أنه كان صالحا مغفلا معروفا بالخير توفي سنة ثمان وأربع ماية
(٢٦٠)