وخمسين ومأتين وكان حسن النظر في علل النحو وكان يؤدب ولد سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي وكان من أعيان أصحاب الفراء وعنه أخذ أحمد بن يحيى ثعلب وكان يعلم المعتز قبل الخلافة فلما ولى الخلافة بعث إليه فجاءه الرسول وهو في منزله شيخ كبير فقال له الرسول أجب أمير المؤمنين فقال أليس أمير المؤمنين ببغداد يعني المستعين قال لا قد ولى الخلافة المعتز وكان المعتز قد حقد عليه بطريق تأديبه فخشي من بادرته فقال لعياله السلام عليكم وخرج فلم يرجع إليهم وله كتاب الكافي في النحو وكتاب غريب الحديث وكتاب مختصر في النحو النميري محمد بن عبد الله بن نمير لقب النميري بكنية أبيه كان يكنى أبا المير ويقال باسم) جده وهو ثقفي من أهل الطايف شاعر غزل قال في زينب أخت الحجاج أبياتا منها * تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت * به زينب في نسوة خفرات * * ولما رأت ركب النميري أعرضت * وكن من أن يلقينه حذرات * * فادنين حتى جاوز الركب دونها * حجابا من القسي والحبرات * * وكدت اشتياقا نحوها وصبابة * اقطع نفسي دونها حسرات * * فراجعت نفسي والحفيظة بعدها * بللت رداء العصب بالعبرات * فلما بلغ ذلك عبد الملك كتب إلى الحجاج بلغني قول الخبيث في زينب فاله عنه فإنك إن أدنيته أو عاتبته أطعمته وإن عاقتبه صدقته وهرب النميري فاستجار بعبد الملك فقال له عبد الملك أنشدني م قتله فلما بلغ قوله فلما رأت ركب النميري البيت قال له عبد الملك وما كان ركبك يا نميري قال أربعة أحمرة كنت أجلب عليها القطران وثلاثة أحمرة صحبتني تحمل البعر فضحك حتى استغرب ثم قال لقد عظم أمرك وكتب إلى الحجاج أن لا سبيل لك عليه وقيل بل جد الحجاج في طلبه فركب بحر عدن وقال * أتتني عن الحجاج والبحر بيننا * عقارب تسري والعيون هواجع * * فضقت بها ذرعا وأجهشت خيفة * ولم آمن الحجاج والأمر فاظع * * فبت أدير الأمر في الرأي ليلتي * وقد أخضلت خدي الدموع التوابع * * فلم أر خيرا لي من الصبر إنه * أعف وخير إذ عرتني الفجايع * وقد استوفى خبره صاحب الأغاني ابن المولى محمد بن عبد الله بن مسلم مولى عمرو بن عوف من الأنصار يكنى أبا عبد الله شاعر عفيف انشد عبد الملك بن مروان لنفسه وهو متنكب قوسه
(٢٤١)